"حط أي راجل مصري جنب سِت أجنبية و حيطلع بيتكلم سبع لغات." جملة قالها "رفعت إسماعيل" الذي جسد شخصيته الفنان المصري "أحمد أمين" في مسلسل "ما وراء الطبيعة".
و الحقيقة أن تلك الجملة لا تنطبق فقط على الرجل المصري بل تنطبق على الرجل العربي الشرقي بوجه عام.
فالرجل الشرقي أمام المرأة الغربية يتحول إلي شخص متفتح، مؤمن بقضية المرأة، يتحدث لغات مختلفة، يتحمل المسئولية. حتى أنه يساعد في بعض الأعمال المنزلية!
و ذلك التغير لا ينبع من خوفه من القوانين الغربية التي تحمي المرأة و تعطيها حقوقها، فالدول العربية بها قوانين تعطي المرأة حقوقها و مليئة بالمجالس المهتمة بقضايا المرأة و التي تحميها.
و إنما هذا التغير ينبع من خوفه من المجتمع و ثقافاته؛ فالثقافة تُفرض نفسها في المجتمعات و تسيطر عليها و بالتالي تقوي من شأن القوانين أو تضعفها.
و رغم تدين العرب (الشرقيين) إلا أن ثقافتهم كانت ضد الدين؛ الدين الذي مجد المرأة و أعطاها مكانة عالية و أعطاها الحرية و كامل حقوقها و أوصى بها. جاءت الثقافة العربية لتهدم كل ذلك.
فالثقافة الشرقية جعلت من المرأة شخص ضعيف؛ جعلت مكانتها لتربية الأبناء، جعلت منها ربة المنزل، و رفضت خروجها عن قضبان تلك الزنزانة التي رسمتها للمرأة ربما عن قصد و ربما دون قصد!
الثقافة الشرقية التي وضعت قوانين تتحكم في المرأة و ترسم لها حدود إذا خرجت عنها تُسب و تُهان و يُلعن شرفها. فحين أنها أعطت الرجل حقوقه و حريته الكاملة دون حدود و دون أن يحاسبه أحد.
الثقافة الشرقية التي جعلت من المرأة سبيل؛ حتى إذا تم إغتصاب فتاة في أي عمر كانت لا تستطيع أن تأخذ حقها و يهاجمها المجتمع و يلقي اللوم عليها و على ملابسها إلي أن تسكت عن حقها.
تلك الثقافة التي جعلت الآباء يفرقون في التربية بين الفتايات و الفتيان، و التي جعلت من المرأة شخصية إنهزامية يتحكم فيها كل من حولها، و التي أعطت الحق للرجال في إهانة زواجتهم.
و بالرغم من محاولات المرأة المستمرة لفرض وجودها و مكانتها في المجتمع و مشاركتها في البرلمنات و ترشحها في الإنتخابات و دراستها لبعض المجالات كالهندسة و الطيران و لعبها لبعض الألعاب ككرة القدم و عزفها لبعض الآلات الموسيقية كالجيتار إلا أن مازالت الثقافة الشرقية ترفض ذلك.
فمازال هناك بعض العقول التي تميز بين بعض المجالات الدراسية و بعض الألعاب الرياضية و بعض الآلات الموسيقية و تصنفها إلي مجالات خاصة بالسيدات و مجالات خاصة بالرجال.
و هذا لا يعني أن الثقافة الغربية تنصف المرأة كامل الإنصاف، فمازال هناك هتافات تنادي بحقوق المرأة و بحصولها على حريتها و لكن يكمن الفرق في أن الثقافة الغربية لديها الإستعداد لسماع صوت المرأة أما الثقافة الشرقية تكتم صرخة الأنثى.
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية