علاقة الفرثيين و السلوقيين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

علاقة الفرثيين و السلوقيين

  نشر في 03 شتنبر 2023 .

الاهداء و الشكر

اهدي هذا البحث لاستاذنا العزيز الدكتور عادل شابث جابر ولوالدي الغالي و لامي العزيزة عسى ان ينال اعجابكم ولكم الشكر و التقدير .

بسم الله الرحمن الرحيم

اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [1].

(اية 255سورة البقرة)

المحتويات

الاهداء و الشكر..............................................1

الاية القرأنية....................................................2

المحتويات .............................................3

التمهيد............................................................4

المقدمة .................................................5

اولا: بداية الصراع البارثي السلوقي.........................6-7

ثانيا : صراع الملك سلوقس الثاني مع البارثيين ..............8-9

ثالثا : العلاقات بين خلفاء سلوقس الثاني و البارثيين................10-14

خلاصة البحث ........................................15

المصادر و المراجع العربية..................................16

الدوريات...................................................17

تمهيد :

في أثناء الصراع العنيف الذي دار بين الدولتين السلوقية و البطلمية برزت قوة جديدة على مسرح الاحداث السياسية للعالم القديم في الشرق , و مركزها كان إقليم بارثيا , نزحت الى هذا الاقليم قبائل بدوية كانت قد هاجرت من شرق بحر قزوين , واختلطت مع السكان المحليين,انتهزت هذه القبائل التي كانت خاضعة في السابق تحت الحكم السلوقي و التي عرفت باسم البارثيين فرصة انشغال الدولة السلوقية بحروبها المستمرة , فأعلنت تمردها و انفصالها عنها.

في مدة حكم الملك انطيوخوس الثاني وبالتحديد في سنة 250ق.م استطاعوا بقيادة ارشاق اعلان ثورتهم على الحكم السلوقي, يساعده اخيه تيريداتس مستغلين ضعف قبضة السلوقيين على الاجزاء الشرقية ورد الفعل الفارسي اتجاه الحضارة اليونانية , فضلاً عن كرههم للملوك السلوقيين , وفي المدة ما بين سنة 250-247ق.م استطاع الأخوان النجاح في اجتياح إقليم بارثيا و قتل الحاكم السلوقي , الذي مثل الملك انطيوخوس الثاني , و قد قتل بعد ذلك القائد أرشاق في احدى المعارك, فأخذ أخيه تيريداتس اسم ارشاق ثم صار هذا الاسم لقباً للملوك الذين حكموا من بعده , وصار تيرايداتس الحاكم الفعلي للبارثيين فاستطاعوا ان يكونوا مملكة مستقلة شملت جزءاً كبيراً من مملكة الأخمينيين القديمة , الا أنها لم تشمل كل ما ملكه ملوك هذه المملكة. ان الثورة التي قام بها ارشاق هي البداية لنمو الدولة الجديدة, التي توسعت على حساب السلوقيين الذين اهملوا الاجزاء الشرقية البعيدة عن امبراطوريتهم , فعمل البارثيين بجد لتوسيع ممتلكاتهم , وبدأوا بإسقاط الولايات السلوقية الواحدة بعد الاخرى, واتخذوا من سنة 247 ق.م بداية لحكمهم , غير ان ذلك لا يعني ان السلوقيين قد نسوا اجزاءهم الشرقية, اذ جرت محاولات عديدة من الملوك لإعادة تلك الأجزاء, و تعد سنة 247ق.م هي البداية لحروب طويلة انهكتهم واتعبتهم , فضلا عن حروبهم المستمرة مع البطالمة.

المقدمة

يدور هذا البحث حول العلاقات البارثية السلوقية و الصراع الدائر بينهم , و هو يصب في دراستنا للمجاستير .

و تأتي أهمية دراستنا لمعرفة اسباب الصراع و الملوك التي تنافست على الولايات الشرقية بين البارثيين و السلوقيين.

تناولت في البحث اولا عن بداية الصراع بين البارثيين و السلوقيين و ثانيا الصراع بين سلوقس الثاني و البارثيين و ثالثا العلاقات بين خلفاء سلوقس الثاني و البارثيين و خلاصة البحث .

اولاً : بداية الصراع بين البارثيين و السلوقيين

في مدة حكم الملك انطيوخوس الثاني( ) و بالتحديد في سنة 250 ق.م استطاعوا بقيادة ارشاق( ) اعلان ثورتهم على الحكم السلوقي ( ),يساعده اخيه تيريداتس( ) مستغلين ضعف قبضة السلوقيين على الاجزاء الشرقية ورد الفعل الفارسي اتجاه الحضارة اليونانية , فضلا عن كرههم للملوك السلوقيين , وفي المدة ما بين سنة 250- 247ق.م استطاع الاخوان النجاح إقليم بارثيا ( )وقتل الحاكم السلوقي , الذي مثل الملك انطيوخوس الثاني , و قد قتل بعد ذلك القائد أرشاق في احدى المعارك, فأخذ أخيه تيريداتس اسم ارشاق ثم صار هذا الاسم لقباً للملوك الذين حكموا من بعده , وصار تيرايداتس الحاكم الفعلي للبارثيين ( ), فاستطاعوا ان يكونوا مملكة مستقلة شملت جزءاً كبيراً من مملكة الأخمينيين القديمة , الا أنها لم تشمل كل ما ملكه ملوك هذه المملكة.

ان الثورة التي قام بها ارشاق هي البداية لنمو الدولة الجديدة , التي توسعت على حساب السلوقيين الذين اهملوا الاجزاء الشرقية البعيدة عن امبراطوريتهم , فعمل البارثيين بجد لتوسيع ممتلكاتهم , وبدأوا بإسقاط الولايات السلوقية الواحدة بعد الاخرى , و اتخذوا من سنة 247ق.م بداية لحكمهم , غير ان ذلك لا يعني ان السلوقيين قد نسوا اجزاءهم الشرقية , اذ جرت محاولات عديدة من الملوك لإعادة تلك الأجزاء , و تعد سنة 247ق.م هي البداية لحروب طويلة انهكتهم و اتعبتهم , فضلا عن حروبهم المستمرة مع البطالمة .

ثانيا: صراع الملك سلوقس الثاني مع البارثيين

بعد احلال السلام بين الملك سلوقس الثاني و أخيه أنطيوخوس الصقر , قرر الأول أن يعيد السيطرة السلوقية على إقليم بارثيا , فقام على رأس حملة كبيرة متجهاً إلى الشرق , و لكن القائد البارثي تيريداتس الأول لم يواجه السلوقيين , وفضل الانسحاب إلى مناطق السهول الشمالية , وحصل سلوقس الثاني في حملته هذه على دعم و إسناد حاكم باكتريا اليوناني ديودوتوس لأول (255-237ق.م) الذي ضمن اعتراف الملك لسلوقي باستقلاله , إلا أن هذا الملك مات في أثناء هذه الحملة و اختلفت الأمور بعد ذلك على الملك سلوقس الثاني , إذ ارتقى عرش باكتريا ديودوتوس الثاني الذي تحالف مع القائد البارثي ضد السلوقيين .

بالوقت الذي كان فيه الملك سلوقس الثاني منشغلاً بحربه مع البارثيين حدثت في سنة 227 ق.م ثورة في العاصمة إنطاكية , فقد استغل انطيوخس الصقر انشغال أخيه بالبارثيين وبتنسيق مع عمته ستراتونيك المقيمة بمدينة إنطاكية , اتفق الاثنان على خلع الملك و السيطرة على المملكة , و من المحتمل انه و عدها بازواج منها في حالة نجاحه في الوصول الى إنطاكية , نجح الإثنان في اتفاقهم و اشعلت العمة نار الثورة في العاصمة , وتمكن هو من السيطرة على الأجزاء الشمالية من بلاد الرافدين , مما دفع الملك إلى تأجيل حملته و العودة مسرعاً الى سوريا , تمكن من طرد أخيه وإعادة العاصمة إنطاكية , و قتل عمته بعد هروبها إلى مدينة سلوقية العاصي , الواقعة بيد البطالمة .

استغل الملك البارثي الفرصة في العودة ثانيةً إلى إقليم بارثيا , و لم يكتف بذلك بل ضم إقليم هركانيا ( (Hyrcania إلى ممتلكاته ,واصبحت المنطقة الممتدة من جنوب بحر قزوين إلى أقصى شرق إيران منطقة بارثية , أما انطيوخوس الصقر فبعد هزيمته الاخيرة أصبح مغامراً ينتقل من منطقة إلى أخرى حتى لقى حتفه على يد قبائل الغال , وبعد مرور سنة على وفاته التحق به أخيه سلوقس الثاني , الذي توفى في شهر نيسان من سنة (226-225ق.م) على أثر سقوطه من على ظهر حصانه , و هناك من ذكر أنه أسر على يد البارثيين في إحدى المعارك , وأمضى خمس أو ست سنوات في الاسر حتى توفى , تاركاً خلفه ولدان هما سلوقس وانطيوخوس و بنتاً واحدة , أصبحت الإمبراطورية السلوقية إلى نهاية عهده تقتصر على سوريا و بلاد بابل و الولايات الفارسية القريبة فقط , إذ انفصلت الولايات الغربية و الشرقية البعيدة , و قطعت المملكة البطلمية سواحل آسيا الصغرى الجنوبية , و بقيت بأيديها مدينة سلوقية العاصي , كما توسعت برجاموم فشملت مساحات واسعة من داخل آسيا الصغرى, فضلاً عن ما استقطعته قبائل الغال.

و على اية حال , كان سلوقس على راس حملة شرقية يحاول درء خطر البارثيين الذين استولوا على بعض المقاطعات السلوقية شرقي دجلة وعندما حاول انطيوخوس انتهاز الفرصة و الاستيلاء على مقاليد الامور في انطاكية بتأييد من بعض اتباع عمته استراتونيكي تصدى له بعض اتباع اخيه سلوقس و انزلوا به هزيمة فادحة فر على اثرها الى زوج اخته ملك كابادوكية .

ثالثاً :العلاقات بين خلفاء سلوقس الثاني والبارثيين

قام انطيوخوس الثالث بحملة انطلقت من مدينة اكبتانا بعد ان غطى نفقات حملته بسلبه المعبد الذي منحه سمعة سيئة له ولورثته من بعده, وكان هدفه الأول هو العاصمة البارثية هيكاتومبيلوس و لم يملك الملك البارثي ارشاق الثالث الامكانيات التي تمكنه من الصمود امام انطيوخوس الثالث اذ ترك عاصمته فريسة سهلة للوقوع بيد الملك السلوقي وفضل التحصين في هركانيا وبعد استراحة قصيرة تحرك عدوه واجباره على الاستسلام وتم نزع المناطق التي اكتسبها مؤخرا وسمح له بالاحتفاظ بولايتي بارثيا و هيركانيا فقط شرط ان يدفع الجزية السنوية لخزينة المملكة السلوقية .

اهتم انطيوخوس الرابع بالتجارةاذ عمل تأمين الطرق التجارية و تغيير اتجاهها كجزء من الحرب الاقتصادية على اعدائه فمثلا غير طريق التجارة الشرقية التي تمر بالاراضي التي وضع البارثيين ايديهم عليها في الولايات الشرقية التي انفصلت بعد هزيمة السلوقيين امام الرومان .

يقال من المحتمل ان هذا الملك لو اطال الله في عمره لتمكن من استعادة تلك الولايات الشرقية , وردع البارثيين اذ ما زالت ولاية ميديا و مدن بلاد الرافدين تخضع للحكم السلوقي .

في السنوات 160-140 ق.م استغل البارثيين ضعف الدولة السلوقية و تدهورها , إذ استطاع الملك مثريداتس الأول (Mithridates) ضم أجزاء واسعة من الولايات الشرقية التي كانت خاضعة للحكم السلوقي , بلاد بابل التي أبدت الملك ديمتريوس الثاني ضد تريفون و الملك انطيوخوس السادس تعرضت في شهر تموز سنة 141ق.م لهجوم الملك مثريداتس الاول , الذي دخل منتصراً مدينة سلوقية دجلة , العاصمة الشرقية للمملكة السلوقية .

على أثر سماع هذه الأخبار ترك الملك ديمتريوس الثاني شؤون الحكم في سوريا التي كانت منقسمة بينه وبين الملك تريفون بيد زوجته الملكة كليوبترا ثيا , و توجه الى ولاياته الشرقية التي وقعت فريسة سهلة بيد البارثيين و كان ذلك في سنة 140ق.م , صمم الملك الذي بلغ من العمر عشرين عاماً على إعادة الولايات الشرقية , على الرغم من تحين الملك تريفون للفرص , و يبدو أن غايته العودة بالأموال و الرجال الأكفاء من ولاياته الشرقية للقضاء على المغتصب تريفون , استطاع في أول الأمر الحصول على عدد من الانتصارات و كسب لقب المنتصر (Nikator) .

حصل الملك ديمتريوس الثاني على مساعدة المدن اليونانية لاسيما مدينة سلوقية دجلة, كما حصل على مساعدة سكان بلاد عيلام و بلاد فارس و بكتريا , جميعهم كانوا يتسارعون لتقديم المساعدة ضد سادتهم الجدد البارثيين , الا ان الحال لم يدم طويلاً اذ استطاع الملك البارثي العودة الى بلاد الرافدين لملاقاة الملك ديمتريوس الثاني واسره في 140-139ق.م , بعد قضائه على تمرد باكتريا .

اختلفت الاراء في كيفية القبض عليه , اذ قيل انه اسر في احدى المعارك و هناك من ذكر انه خطف او تم اسره عن طريق حيلة ابتدعها الملك مثريداتس الاول , الذي اقترح احلال السلام بين الطرفين , و عمل على مفاجأة القوات السلوقية فتم القبض عليه , و بعد المعاملة السيئة التي تلقاها في البداية الا انه اكرمه و منحه سكنا في هيركانيا , و فشلت جميع محاولاته للهروب , و ذكر ان مثريداتس عامله باحترام وزوجه احدى بناته , ولم يتعامل مع المدن اليونانية بالقسوة على الرغم من العداء و التعاون الذي قدمته الى عدوه.

على الرغم من سوء احوال سوريا الداخلية و تهديد تريفون لعرش الملك ديمتريوس الثاني , نرى الاخير يترك عرشه بيد زوجته و يتوجه الى اعادة الولايات الشرقية , و هذا يكشف عن اهمية تلك الولايات لاسيما بلاد بابل الى الحكم السلوقي ان الملك ديمتريوس الثاني كان يعاني اساسا من الضعف وعدم تمكنه من حسم الموقف في سوريا فكيف يتوجه الى ملاقاة خصومه البارثيين , الذي تعاظم شانهم كثيرا و من المحتمل انه اعتمد في حملته هذه على دعم المدن اليونانية , المنتشرة في شمال بلاد الرافدين و غيرها من المدن و من الغريب ان نسمع عن تاييد بلاد ميديا و بلاد فارس و باكتريا للحكم السلوقي على حكم ابناء جلدتهم البارثيين , الذين عدوا انفسهم ورثة للحكم الاخميني يبدو انهم استخدموا القسوة و الخشونة في اخضاعهم لحكمهم كما يبدو ان الملك البارثي احب ان يستخدم الملك الاسير ورقة رابحة متى شاء لإثارة الاضطرابات في داخل البلاط السلوقي .

وهناك راي و في صيف سنة 141 ق.م دخل ملكهم ميثريداتس الاول اقليم بابل و استولى على سلوقية دجلة العاصمة الشرقية للدولة السلوقية وبدأ يعامل اغريق المناطق الشرقية معاملة قاسية . و لما كانت المناطق الشرقية تدور في ملكية بلاط سلوقية على مصب نهر العاصي و ملكها دمتريوس الثاني وكان وقتها قد بلغ العشرين من عمره ,فقد جهز حملة و انطلق شرقا في محاولة لاكراه البارثيين على التراجع و تجنيد اكبر قدر ممكن من الجنود لتوحيد المملكة مرة اخرى . ورغم النجاح الذي حققه دمتريوس في المرحلة الاولى من الحرب فانه لم يتمكن من متابعته وأدت حيلة دبرها ميثريداتس بمهارة الى أسر دمتريوس و تفرق جيشه . و لكن ميثريداتس أكرم أسيره وزوجه من ابنته و احتفظ به لاستخدامه وقت الحاجة , و بذلك انفرد تروفون في حكم المملكة السورية ولكن الى حين .

قام الملك انطيوخوس السابع استطاع ان يعيد الى المملكة السلوقية شيئا من النظام و الرخاء ,حتى اصبح باستطاعته في سنة 130 ق.م القيام بحملة كبيرة تمكنه من استعادة الولايات الشرقية ,اذ لم يتنازل الملوك السلوقيون عن اطماعهم و طموحاتهم في إعادة تلك الولايات الغنية الى سلطتهم وكانت اخر تلك المحاولات هي التي قام بها هذا الملك , الذي اراد إعادة تلك الأقاليم و فك أسر أخيه الملك ديمتريوس الثاني .

ومهما كانت نواياه اتجاه اخيه بعد ان اصبح شريكا له في الملك و الزوجة سواء كانت صادقة ام كاذبة اراد تخليصه من قبضة البارثيين ,بعد ان وحد سوريا تحت سلطته , وتوفرت الامكانيات و القوة اللازمة لذلك اذ نجح في جمع قوة كبيرة تألفت من 80000 مقاتل معظمها من سوريا و اليهود الذين كانوا تحت قيادة زعيمهم هركانوس المكابي, كما اصطحب معه نساء و اطفال البيت الملكي بضمنهم ابنه سلوقس و ابنة اخيه الملك الاسير, رحبت المدن الشمالية لبلاد الرافدين بقدومه و انضمت الى قواته اعداد اخرى من الجنود في تلك المناطق, وبفضل التدريب الجيد لقواته والاعداد الكبيرة استطاع ان يحرز ثلاثة انتصارات على القوات البارثية , و اعادت هذه الانتصارات الى الدولة السلوقية ولايتي بابل و ميديا , كما أجبرت القوات البارثية و اعادت هذه الانتصارات الى الدولة السلوقية ولايتي بابل و ميديا كما اجبرت القوات البارثية على الانسحاب الى داخل ولاية بارثيا و كان ذلك في سنة130ق.م وصل بعد ذلك بقواته الى مدينة اكبتانا , وبسبب شدة فصل الشتاء قرر التوقف في هذه المدينة وجعلها مقرا له كما عمل على نشر قواته في البلدات و القرى المجاورة حتى انتهاء فصل الشتاء ,وفي هذا الوقت واجهته عددا من الصعوبات اهمها نقص المواد الغذائية وسوء معاملة ضباطه للسكان المحليين الذين تضايقوا من تموين هذه القوات الكبيرة, مما ادى الى انخفاض حماسهم في تأييده,علم الملك البارثي فراهاط الثاني بالمشاكل التي واجهت المعكسر السلوقي , واستغلالا لهذه الفرصة عرض الصلح و كانت شروط الملك انطيوخوس السابع واضحة وصريحة اولها تنازل البارثيين عن جميع الاراضي التي فتحوها و الاقتصار على بارثيا فقط ثانيا اطلاق سراح الملك ديمتريوس الثاني الذي مازال في قصور البارثيين , واخيرا دفع الجزية بشكل منتظم لخزينة المملكة.

لم يوافق الملك فراهاط الثاني على هذه الشروط , و بدأ الحرب من جديد , اذ عمل على إشعال لهيب الثورة بين السكان عن طريق وكلائه السريين ,و الخطوة الاخرى التي قام بها هي ارسال الملك ديمتروس الثاني الى داخل سوريا للسيطرة على العرش السلوقي من جديد, هاجم الاهالي الغاضبون حاميات الملك انطيوخوس السابع في مدن بلاد ميديا, والملك البارثي كان مستعدا بجيشه لمساندتهم و قرب مدينة اكبتانا اصطدم بالملك انطيوخوس السابع, الذي عانى من نقص القوات ومن ثم قتل في ساحة المعركة بعد اثخن بالجراح, مفضلا الموت على الوقوع في الاسر اما مصير الجيش السلوقي فقد شتت ووقع اغلبه بالاسر و اصبح الطريق مفتوحا امام القوات البارثية لاعادة احتلال بلاد بابل من دون عائق و لولا تعرضهم لهجمات القبائل البدوية لاستمروا في تقدمهم للسيطرة على سوريا ومنذ ذلك الحين لم يجرؤ السلوقيون مرة اخرى لاعادة ولاياتهم الشرقية التي انفصلت نهائيا عن مملكتهم التي اقتصرت على سوريا فقط ,ودونت اخر وثيقة مسمارية باسم الملك السلوقي في بلاد بابل في شهر حزيران سنة 130ق.م, عامل الملك البارثي اسرى البيت الملكي بالحسنى و اكرمهم اذ عامل ابن الملك انطيوخوس السابع معاملة ابناء الملوك, وجعل ابنة الملك ديمتريوس الثاني التي جاءت مع عمها مع نساء القصر الملكي البارثي ,كما عامل جثمان الملك الراحل بكل احترام و تقدير .

يبدو الملك البارثي فراهاط الثاني ندم على فك اسر الملك ديمتريوس الثاني بعد الانتصار الكبير الذي حققه على الملك انطيوخوس السابع اذ عمل على ارسال عدد من الفرسان لاعادته قبل وصوله الى سوريا الا انهم لم يحصلوا على مرادهم, اذ وصل و طالب بعرش اخيه كما انه لم يقوم باي محاولة للثار من البارثيين.

الخاتمة

ومن النتائج التي توصلت لها :

1- اكتشفت ان الدولة البارثية كانت موجودة و تحكم نفسها و لكن عندما شعرت بضعف السلوقيين اعلنت استقلالها وثورتها وأنشأوا امبراطوريتهم.

2- لم يترك السلوقيون الولايات الشرقية عندما جاءتهم الفرصة استغلها سلوقس الثاني ولولا سوء حظ سلوقس و تحالف البارثيين مع مملكة بكتريا و قيام ثورة ,وقفت استعادته للولايات الشرقية.

3- استطاع انطيوخوس الثالث من استعادة النفوذ السلوقي و اراد ديمتريوس الثاني بعده اعادة السيطرة على الولايات الشرقية و كان لديه حرب دائرة مع تريفون و بفعل خديعة سقط ديمتريوس اسيرا لدى البارثيين و اعتبروه ورقة رابحة لمصلحتهم و في عهد انطيوخوس السابع لم يتنازل السلوقيين عن ولاياتهم الشرقية ولولا المشاكل التموينية التي صعبت استمرار القتال و استغلال الملك البارثي لذلك وبعد الصلح رجع الملك البارثي للقتال و قتل الملك السلوقي واسر اغلب جيشه ولم يرجع السلوقييون بعد ذلك .

المصادر العربية و المراجع

1- الاحمد و الهاشمي , سامي سعيد و رضا جواد , تاريخ الشرق الادنى القديم "ايران و الاناضول"(بغداد: مطبعة جامعة بغداد , د.ت).

2- باقر,طه,مقدمة في الحضارات القديمة (بغداد: شركة التجارة و الطباعة ,1956م),جـ2.

3- باقر,طه واخرون ,تاريخ ايران القديم ( بغداد: مطبعة جامعة بغداد,1979م).

4- باقر,طه واخرون , تاريخ العراق القديم (بغداد : مطبعة جامعة بغداد ,1980م),جـ1.

5- بيرنيا , حسن , تاريخ ايران القديم من البداية حتى نهاية العهد الساساني ,تر : محمد نور الدين عبد المنعم و السباعي محمد السباعي ( القاهرة : الانجلو المصرية , 1979م).

6- جونز, ارنولد هيومارتن , مدن بلاد الشام , تر : احسان عباس (عمان : دار الشروق للنشر و التوزيع , 1987م).

7- حسن ,سليم , مصر القديمة ( القاهرة : دار الكتاب العربي , د.ت),جـ15.

8- حسن ,سليم , مصر القديمة ( القاهرة : دار الكتاب العربي , د.ت),جـ16.

9- داوني , جلانفيل , انطاكية القديمة ,تر: ابراهيم نصحي( القاهرة : دار نهضة مصر ,1967م).

10- الدبس , يوسف, تاريخ سوريا الدنيوي و الديني ( بلا مط , د.ت)مج3,جـ2.

11- رستم , اسد, تاريخ اليونان من فيليبوس المقدوني الى الفتح الروماني (بيروت: الجامعة اللبنانية ,1969م).

12- العابد , مفيد رائف , سورية في عصر السلوقيين من الاسكندر الى بومبيوس 333-64ق.م( دمشق : دار شمال للطباعة و النشر ,1993م).

13- الفتيان و عبد الله , احمد مالك و زهير رجب , 7 سنوات في تل اسود ( بغداد: جامعة بغداد ,1979م).

14- الناصري, سيد احمد علي , الشرق الادنىى في العصر الهلنستي ( القاهرة : دار النهضة العربية ,2001م).

15- نصحي , ابراهيم , تاريخ مصر في عهد البطالمة ,ط2( القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية ,1960م),جـ1

الرسائل الجامعية و الدوريات

1- جواد , حسن حمزة , نشوء الدولة السلوقية و قيامها (دراسة تأريخية 312-64ق.م), رسالة ماجستير غير منشورة ( بغداد : جامعة بغداد - كلية الاداب ,2008م).

2- الفتيان , احمد مالك , لمحات من التاريخ السياسي للامبراطورية البارثية250ق.م-266م,مجلة كلية الاداب , العدد 22(بغداد: جامعة بغداد ,1978م).


  • 1

   نشر في 03 شتنبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا