رسالة القطرات... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسالة القطرات...

  نشر في 17 مارس 2022 .

قال أحدهم لن ينزل الغيث، و قال آخر لن نأكل الفواكه صيفا، و دمع الحزين اليائس ضاعت الأرض وهلك الناس. و إذا بالقطرات تطرق الأبواب و ترسم البشرى و تهدم الأحكام السامة، في مشهد إلاهي تتجسد في طياته الرحمات و يزكم أريجه الأيام والليالي ناشرا الطمأنينة و السلام .

ففي موسم الغبار ترحل الصحراء حاملة معها الزوابع و حجاب الشمس لتزور القصور  والقلاع والحصون، وتلج الزوايا المصانة القابعة في الدهاليز و كأنها تذكرنا بإستحالة التخفي من رسائل المولى عز و جل و لو في البروج المحصنة. ثم بعدها تحط الرياح رحالها لتعصف و تهب حاملة بشرى الموسم وهي تتلاعب بالشجر و الحجر، مسافرة بالغيوم و الندى و الضباب . و إذا سكنت النفوس وارتسمت السعادة و السكينة فذلك لأن مرسل السحاب قد إستجاب لإستسقاء الصالحين الركع و تسبيح الدواب الرتع  والصغار الرضع، فيجوب الماء المنهمر الشوارع و الطرقات والجبال، و يتخلل بين الزروع واعدا بالثمار و الزكاة يوم الحصاد . و تكتمل القصة بوصول خبز الشعير للمائدة و إدراج فاكهة التحلية في السهرة و إخضرار السهول في الرحلة الأبدية للنعم التي لا تحصى.

فالحقيقة الماثلة على صدر صفحات التاريخ في عز الأزمة أو الرخاء أن الأمر كله بين الكاف و النون سواء أتقيت أم كفرت، لن يزيد أو ينقص قيد أنملة من ملك الله، و لن يؤخر أو يستعجل قرارا أو قدرا، فالصحف جفت و الأقلام رفعت و الأمور حسمت و لا ملجأ من الله إلا إليه. فالغيث لغة رحمة و عطاء و موطن إستجابة الدعاء و تحقيق الآمال و تطهير النفوس، تدرك معانيها الجوارح الطاهرة الحامدة الشاكرة الذاكرة لآلاء لا تعد و لا تحصى، الممتنة لشكور رحيم ملاذ الحزين و الفقير و البائس و حاكم القدر  والجزاء، فبين القطرات رسالة و بعد الهطول حكمة و بعد الشكر و الإستغفار زيادة .

محمد بن سنوسي

17 مارس 2022


  • 1

   نشر في 17 مارس 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا