خالد الجهني .. نموذجا للشجاعة والبطولة!
خالد الجهني…
نشر في 29 غشت 2022 وآخر تعديل بتاريخ 03 أبريل 2023 .
"نحتاج للديموقراطية .. نحتاج للحرية"
كانت تلك كلمات خالد الجهني الذي لُقّب بأشجع إنسان في السعودية حينما خرج وحيدا في العاصمة الرياض في 11 مارس 2011 ليهتف مطالبا بالحرية والديموقراطية وإنهاء زمن الملوك والعبودية.
وقد تم اعتقاله في نفس ذلك اليوم فور عودته لبيته وتمت مصادرة هاتفه النقال وحاسوبه المحمول. وبقي في المعتقل قرابة عامٍ ونصف، مورست عليه خلال تلك الفترة أكثر أساليب التعذيب النفسية وحشية وبشاعة وقذارة.
عانى كثيرا داخل سجنه، وخسر الكثير من وزنه وضعفت صحته بشكل ملفت، بل وحُرِم حتى من زيارة عائلته أو الاتصال بها لأكثر من شهرين.
خرج في 6 أغسطس 2012 بعد معاناة طويلة ومريرة لم يعلم أحد -غير الله- ما جرى له وما تعرّض له من إهانات وعذابات طيلة تلك المدة التي قضاها في السجن.
وصل للندن بعد أن أُفرج عنه وبدأ حياته من جديد مسخرا نفسه وكل ما يملك في سبيل مناهضة نظام آل سعود الطاغوتي والإرهابي.
ورغم كل ما مر به من صعوبات ومعاناة وبعد أن نجا -هاربا- ووصل للندن التقى برئيس منظمة القسط يحيى عسيري الذي قال له حسب ما ذكر خالد نفسه : " ارجع للرياض".
تأثر كثيرا ولم يتوقع مثل تلك العبارة من شخص يدّعي المعارضة ومناصرة الحق ودعم حقوق وحريات الإنسان. لم تتوقف معاناة خالد بعد أن وصل للندن، بل استمرت وتمت محاربته من قِبل النظام وأعوان النظام، وتعرّض للخذلان من قِبل مدّعين المعارضة.
تم إيقاف كل حساباته وأرصدته في السعودية في محاولةٍ فاشلة من السلطات الفاسدة لتفقيره وتشريده والتضييق عليه.
استمرت معاناته بعد أن حُرِم من بلده وأهله وأمواله وكل ما يملك، ووصل الأمر بنظام الإجرام السعودي لحد مطاردته وتتبعه حتى داخل حدود بريطاينا.
خرج خالد أخيرا قبل عدة أيام وذكر في إحدى المساحات في تويتر: " أن أموره قد تحسنت وحصل كذلك على سكن جديد".
لقد شكّل هذا الإنسان نموذجا حيا للشجاعة والبطولة حينما خرج وحيدا وصامدا من وسط عاصمة الرعب والظلام (الرياض) وقال وبأعلى صوته: " نحتاج للديموقراطية .. نحتاج الحرية".
لم تكن كلمات خالد تلك إلا تعبيرا حقيقيا عن إيمانه العميق بجوهر تلك الكلمات حيث دافع عن إيمانه بها ودفع نظير ذلك ثمنا باهظا .. حياته وأهله. لقد صمد وبقي متمسكا بدعوته تلك ولم يهزه تهديد وإرهاب السلطة وأتباعها ولا تخاذل وتحطيم من يدّعون النضال والمعارضة.. كان حرا وبقي حرا.
-
Ahmedكاتب