يتساءل ساسة الغرب عن سبب الريبة والشك بل في احيان الكره الذي ينظر به بعض العرب لصناع القرار السياسي بالغرب، بل يزداد الامر غرابة باستغرابهم لهذه النظرة، متسائلين لما لا يرضو عنا ونحن نسعى لنشر الحضارة بينهم وتهذيبهم وتعليمهم اساليب الديموقراطية وغيرها من طرق حياة الانسان المعاصر، فنحن ما ضربنا العراق الا لتحرير اهله من صدام ونشر الليبرالية بينهم، وما تدخلنا في ليبيا 2011 الا لاجتثاث جذور نظام معمر القذافي، ولا نتدخل في الشؤون الداخلية المصرية الا لنضمن حرية الانسان وكرامته، ولا توجد قواعدنا بالخليج العربي الا لحماية دول الخليج من الخطر الايراني....الخ.
متجاهلين انهم وامتدادا لعقيدتهم الامبريالية الخرقاء، لم يعجبهم أن يستحيوا على أنفسهم من سياساتهم الاستعمارية على مدار القرنين السابقين في وطننا العربي التي تسببت في الجهل والطغيان والضعف والتخلف الذي تعيشه امتنا، بل تركوا لنا مرضا خبيثا وسرطانا مزمنا اسمه دولة اسرائيل، كيان غاصب غاشم، متعصب في عقيدته ومتبجح في سرقته واغتصابه لاراضي الاخرين، لا يراعي للدماء حرمة ولا للاخلاق حدودا.
فتراه يقتل يشرد يغتصب ولا يستطيع احد ايقافه، مستفيدا من تشرزم العرب واتخاذهم لبعضهم البعض عدوا، ولعبهم بورقة الكيان المحتل لمصالحهم الذاتية ولتثبيت نظمهم الاستبدادية وتكريس طغيانها، وأيضا من تصفيق الغرب لها بل ودعمهم لغطرسطها وعربدتها عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا في رحاب المنظمات العالمية الفاشلة.
شكرا لكم ساسة الغرب زرعتم سرطانا قاتلا في جسدنا العربي، لا تراه يعترف بنا أو بحقوقنا أو على الاقل يتخذ خطوات ناجذة يشعرنا بها أنه لايشكل خطرا علينا، ولكن سرعان ما نتبين كل لحظة أن هذا الكيان هو مكون من بشر قلة في قلوبهم الرحمة لا حول لهم ولا قلة بجانب كثرة هم مصاصي دماء، فكيف يسكن دمعي وتسكن سريرتي وانا اشاهد منظر دماء الاطفال واشلائهم منثورة على الثرى جراء قصف غاشم لا يفرق بين مدني واخر عسكري بل يستهدف الجميع ويرنو للقضاء على الجميع، وترى على مواقع التواصل الاجتماعي سكان اسرائيل وكثير من اليهود حول العالم ومناصريهم يدعون لمزيد من الدماء وان لا يذر الجيش الاسرائيلي بغزة أخضرا ولا يابس، معللين ذلك بان هذا الامر لا غضاضة فيه فهو جزء من عقيدتهم التي رضعوها في المهد وتربوا عليها.
فكيف لي أن احبهم وكيف لاي انسان صادق أن يعتبرهم بشرا ذوي قلوب رحيمة، لا مصاصي دماء اثمين، عذرا ساسة الغرب نحن لا نكرهكم بل انتم من تكرهون انفسكم بافعالكم الاثمة التي تناقض اقوالكم الكاذبة.