عن الحرب الاهلية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عن الحرب الاهلية

  نشر في 23 نونبر 2015 .


هي ليست حرب اهليه نعهد ذكرها في البلدان التي تشهد الاختلافات الثقافية والتقليدية ، وليست أيضا حرب من اجل الثأر أو البقاء أو اثبات الطائفة بين قبائل أو شعوب أو حتى دول من نفس الطائفة .

وهي ليست حرب بسيطة يستطيع الشخص التخلي عنها بمجرد الهروب من مكانه أو قبيلته .

وليست كما الحروب المعروفة أن تحل سياسيا أو أن تعطي كفنك الى شيخ القبيلة فيبدأ التسامح بين الطرفين ، ولا أن تحل القضية عند قاض من القضاة وحلّ المجرم الى الحكم .

هي حرب ، من أشد الحروب التي قد يبتلى فيها الانسان في هذه الحياة ، ويجد نفسه أما "ضحية ، او وسيلة ، أو متوسط حساب لتلك الحرب".

أحد الأطراف هو من وصلك بالطرف الآخر ، والآخر هو من وصلك بالطرف الأول ، وهكذا تجري المعادلة .

هي قصة حرب تشهدها داخل بيتك ، وبين جوانح نفسك ، وفي مشاعر قلبك ، وتنتهي بأن تضع الضماد على تلك الجروح في نهاية الليل أو عند بزوغ الفجر، أو احتساء قهوة ما بعد الظهيرة " بكلمة لطيفة ، أو بندم عابر ، أو صلح مؤقت ينسيك لبرهة ".

حربٌ طرفها الأعلى الأقرب الى قلبك ولست الى صفهِ مهما حاولت البلوغ من القسوة ما استطعت فالطرف الأقل قوة هو من حملك في فراشهِ الحنون مدة تسعة أشهر ، وقد يكون العكس صحيح ..... نعم أنها حرب الابوين ، حربٌ عنوانها محاولة اثبات احدهم ، حربٌ تعدد أسبابها ، إلا أن معاناتها وأحداثها تصب في سيل واحد هو سيل "المشاكل الاسرية " .

عموما لا يمكن لأي شخصٍ منا أياً تكن مهاراته أن يصف تلك المعاناة ، فحرب يشنها أقوى القوات بنظرك لا يفهم معناتها سوى من عاش تحت نيرانها ، البت في هذه الموضوع لا يحتاج الى استشاريين أو الى من يحاول بث الثقة في نفوس أولئك الذين كانوا ضحايا تلك الحرب ، فلن يعيد لهم ذلك اكتفاؤهم الاسري ، أو حتى محو ذاكرتهم عما جرى وحدث وانتهى .

هي قوة الانسان على الاستمرار في العيش ، وتخطيه لواقع عاشه وليس لنسيانه ، ففي كل دقة تمسه سيتذكر تلك القصة .

هي المشاعر والاحاسيس النفسية "نعم" ، وهي كذلك عقل اللاوعي الذي يرسل الإجابة عن أي موقف يرن بجرس الذاكرة الى تلك القصة.

قصة الاب والام ، السكن والحنان ، البيت والجنة ، المال و الطعام ، الضحكة و البسمة ، الدفأ والحضن ، الحصن و السور ، الجسر و الممر ، الدنيا والاخرة .......الخ ، وكثير من الصفات التي تنسيك وتغنيك عن كل ما في الحياة من كمال واطماع .

هي قصتهما معا ، ومعا كانوا السبب في بث كثير من التعقيدات في نفوس اثمن ما يملكه الابوين في هذه الحياة ، اثمن اوقاتهم كانت لسلب الأمان في حنايا أطفالهم ، و سلب القوة عن شبابهم وفتياتهم ،هي اقسى حرب تعرفها البشرية منذ الازل ، حرب النشأة ، حرب الأساس ، حرب البناء والاعمار .

لنمحي بين اقواسنا ذلك الضعف الذي اذا ذكر بيننا تلفتت أعيننا وقد تلمع كالألماس من ذكر المأساة ، مأساة حبٍ وتعلقٍ وانتماء ، ليس لأن الضعف لا يليق بنا ، بل لأننا لم نعرف نهاية المأساة بعد ، أفاز البطل أم خسر البطل "فإيهما بطلك في هذه القصة"!!!!


  • 3

  • hifa ahmed
    أنا فتحة عند الرخاء ،و ضمة عند الغضب ، وكسرة عند الشعور بالخطر .
   نشر في 23 نونبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا