أنت فقط تغيرت، لم تعد كما أنت، حتى أن ضحكتك العالية التي تخرج من صميم القلب أصبحت تخاف أن تتنازل فيها لعيني، لم يعد انتفاخ جفوني يرعبك ولا رنين هاتفي المتكرر يثير فيك الشكوك، نسيت حقا أنني ذات يوم كتبت على اسمك، ضمني دفتر عائلتك، وأصبحت تتجاهل بكل قسوة اتصالاتي المتكررة .. وإن أجبت تجيب بتلك الحدة المريبة، هل عشقتها لأنها تميزت عني في شيء أم أنه حكم قلبك الجلاد الظالم ..
لماذا لم تعد تبحث في خبايا صمتي، حتى يدي أصبحت تزعجك إن سقطت ذات يوم عليك، كأنها يد ملعونة، لطالما أسررت لك بآلامي التي وحده الله يعلم كيف أمست تثير الدمع في جفوني، لم يعد يهمك شحوبي وربما أنت تصلي كل ليلة في مخدعها أن تدخل البيت في اليوم التالي وتجد ملك الموت قد احتضن آخر أجزائي .. من هذا العذاب سأريحك وسأوضب معي ذكرياتي وخذلاني و ارحل.. وارجوك كل الرجاء ألا تمثل دور الحزين على غيابي، ولتوفر علي وعليك لحظات الكآبة وارسل إلي ورقتي في صمت .. كأننا لم نلتقي يوم ، لم يجمعنا سرير ولا سقف، كن بذات الشناعة وشكرني على أنني واخيرا سأريحك من عذاب الضمير و ارحل دون جدل عقيم ..
لا تكتبني في مذكراتك قصة حب ولا بعد، امسحني من تاريخك المجنون، اذهب إليها ولا تخبرها بهذا الحديث المؤلم، لا أريد من امرأة أخرى أن تشمت بعذابي، ولا حتى أن تشفق على انكساراتي، كل ذلك الوقت علمني الكثير .. واول درس تعلمته أن الوقت يداوي، حتى أن أول رواية قررت أن اقرأها كانت " نسيان" !
لماذا تغيرت .. ليس تساؤل عليك أن تجيب عنه، إنه حديث مقيت، ربما لن تتمها .. ستصل إلى حيث سأحزم حقائبي وستجري إليها لتسكنها داري .. لست نادمة على أنني كنت ذات يوم شريكة حياتك، ما أنا نادمة عليه حقا أنني انتظرت كل ذلك الوقت حتى أدركت أنك لم تعد لي وأن ذلك التغير لم يكن إلا أنت ..