جلس المخترع دكتور ' محمود ' في مختبره و هو يعد التجربة الجديدة التي ستحدث دوي علمي هائل علي حد ظنه.. كانت الساعة قد جاوزت منتصف الليل بقليل و قد انهك التعب دكتور ' محمود ' الذي لم يخلد للنوم منذ ثلاث ايام و هو مشغول تمامآ بتجربته التي سيلقي بحث عنها في المؤتمر العلمي.. كاد يرتشف فناجين القهوة تباعآ حتي تعينه علي البقاء مستيقظآ...
دخلت عليه زوجته دكتور ' ميرنا ' و هي قلقة و ارتبت علي كتفيه قائلة
" حبيبي انت لم تاخذ غفوة قليلة منذ ثلاث ايام ستسقط فريسة للمرض هكذا "
" انتي تعرفين جيدآ طبيعة العمل يا حبيبتي ساخرج الان الي الغابة المجاورة لتطبيق الفكرة "
" هل تمزح نحن جاوزنا منتصف الليل الليلة حالكة السواد الان "
" هذه فرصة رائعة يا ' ميرنا ' الغابة تقريبآ مهجورة منذ زمن و لا خطر تقريبآ "
" انت هكذا دائمآ مجنون انا ذاهبة معك "
" حسنآ يا ' ميرنا ' هيا استعدي للاختراع الذي يدخل التاريخ من اوسع ابوابه "
" لم تخبرني عن حقيقة الاختراع يا ' محمود "
" حسنآ انتي دائمآ ستبقين الاحداث يا فتاة انتي تعرفين طبيعة الحياة المكتظة بالحرارة و الازدحام لذا ابتكرت وسيلة جديدة و هي ان ننتقل من الحياة علي الارض الي الحياة داخل البالون بحيث يصبح لدينا المدينة البالونية "
" ماهذا الهراء كيف يحدث هذا "
" البالون مزود داخله بالاوكسجين الازم للتنفس و بداخله اجهزة صغيرة معدة للطعام و الشراب كما زودته باثاث بسيط لكل فرد و ستكون الفكرة ان لكل شخص ' بالون ' يعيش داخله "
" ما هذا الجنون ماذا اراد شخص زيارة رفيقه "
" البالون مزود بالغازات النيتروجين التي تساعده علي الطيران و رؤية رفاقه في البالونات المخصصة لهم "
" رائع اذن سنستطيع الذهاب اينما شئنا بالبالون و زيارة معالم العالم كله "
" سيحضر بنا البالون الي حيث احببنا و نستطيع استكشاف كل ما نريد "
خرج ' محمود ' بصحبة زوجته ' ميرنا ' الي،الغابة و هم يحملون البالون بابتسامة كانت الغابة قريبة جدا و خالية من الحيوانات وضع ' محمود ' البالون برفق و صعد داخله بينما دخلت ' ميرنا ' الي البالون الخاص بها..
بدأ البالون يطير في الهواء و ' محمود ' يطير قلبه فرحٱ باختراعه الذي سيفيد البشرية و يحدث دوي علمي هائل.. لفت انتباهه من داخل البالون منزل بعيد منحوت في الصخر تعجب في البداية من هذا المنزل الغريب الا انه لمح امرأة بدوية و هي تلف ملائتها حولها و تغني من وراء ' اليشمك '
" في لحظة صفاء و اناس علي مرسي المعدية
وجدت امام احلي ملاك
حلاوتو اصلية نيلية
رايتو و برضه ما مصدق
عوالم جد خيالية
تداخل الوان جمالية
خدود محمرة تهدي افراح
تهد احزان هلالية
تعجب ' محمود ' من الاغنية البدوية التي غنتها المرأة اقترب منها بالبالون و سألها بلطفا" سلامآ يا فتاة ماذا كنتي ترددي "
نظرت المرأة اليه بتعجب
" ماهذا الذي تركبه يا اخا العرب هذه اغنية بدوية في تراثنا نتغني بها في العرس "
" هذا بالون ما رايك يا غندورة اتودين ركوبه "
" ماذا يعني البالون هذا انا لم اركب سوي الجمال و الخيول "
" هل هذا المنزل لكي "
" هذا منزل ابي شيخ قبيلتنا "
" و اين كنتي تتسللين يا امرأة في هذا الوقت المتأخر "
" اي وقت متاخر يا هذا المزولة جاوزت الفجر يا رجل "
" اووه لقد نسيت اختلاف المنطقة يعني خلاف فروق التوقيط في اي بلد نحن الان "
" ماذا تقصد ببلد هذه ليس لدينا سوي قبائل في الجبال "
" يبدوا انكم منعزلين تمامآ عن العالم "
" هذه حياتنا نحلب الشاه و نرعي الاغنام و الماعز "
" ما اسمك يا امرأة "
" ماهذا الا تعرف عادات العرب نحن لا نذكر اسماء النساء يا هذا يمكنك ان تدعيني ' ست الحسن ' "
" انا اسف يا ' ست الحسن ' علي الرحيل الان "
كانت ' ميرنا ' مبهورة بما تراه من جبال و اراض لفت انتباهها غابة كبيرة لم تراها من قبل مليئة بالحيوانات البرية كان الصائد ' يوسف ' يوم بندقيته و هو يوجهها تجاه الاسود حتي اتت طلقة بالخطأ في البالون الذي سقط علي الفور منفجزآ وسط صدمة ' ميرنا ' و صراخها اقترب منها الصائد بخوف
" انا اسف لم اقصد هل انتي بخير!!؟ "
لقد افسدت جولتنستق" لا تغضبي ما اسمك "
" و ما شانك يا هذا اريد العودة لزوجك الان "
" من اي منطقة انتي قادمة "
" ولاية فيرونا "
" اووه انتي من الولاية و العمران هنا غابات عليكي التوجه للطريق البري و استقلال شاحنة "
" يا لسوء الحظ و كيف يمكنني الوصول الي الطريق البري "
" الغابة خطرة جدا تحتاجي شاحنة للخروج منعا يمكنك الخروج مع زوجتي ' همس ' بشاحنتها "
" شكرا هذا من حسن اخلاقكم "
تقدمت ' همس ' ضاحكة و صافحت ' ميرنا '
"مرحبآ انا ' همس ' و انتي"
" مرحبآ انا ' ميرنا '
" تشرفت بلقائك هيا نستقل الشاحنة "
تحركت الشاحنة بسرعة شديدة كانت ' ميرنا ' تراقب الطبيعة و الحيونات المبهرة وصلت اخيرآ الشاحنة الي الطريق البري
" ساوقف لكي سيارة اجرة "
" شكرآ ' همس ' انتي لطيفة جدا "
اوقفت ' همس ' سيارة اجرة استقلتها ' ميرنا ' ابتسمت ' لهمس مودعه لها "
" فرصة سعيدة ' همس ' سررت بلقائك "
" كان ' محمود ' يقف ' وسط المحاضرة ' زهوا باختراعه العلمي الجديد ساد التصفيق ارجاء القاعة ثم تقدمت ' ميرنا ' بفخر الي جوار زوجها فجأة دوي صوت انفجار هائل اظلمت القاعة فجأة سادت حالة من الفوضي شعر ' محمود ' بمن يدفعه من قدمه حتي ادخل قسرآ داخل مركبة مكوكية نظر اليه القائد مبتسمآ
" ايها العالم هل كنت تظننا سنتركك تظفر باختراعك وحدك "
" من انت "
" ركز في الوجه جيدآ الا تذكرني "
" دكتور ' فارس ' ماذاتريد يا رجل "
" لا شئ براءة الاختراع لي "
" هذا مستحيل هذا ثمرة جهدي و ابحاثي "
" حسنآ غدآ يعرف العالم اختفاء العالم الشهير دكتور ' محمود ' في ظروف غامضة "
" انت لست عالم انت مجرم لا اخاف منك و لن اعطيك شيئآ "
" ' فهد ' اريد ان اري اشلاء جسده في انفجار هائل خلال ثوان "
" كما تريد يا سيدي "
" ايها الوغد لن تنال مني شيئآ "
انتبه ' محمود ' لاسظوانة الغاز امسكها بقوة و صدم بها ' فارس ' الذي فقد وعيه استغل ' محمود ' الفرصة هدد فهد بالقتل و تدمير المركبة كلها ان لم يترك له فرصة النجاة خاف ' فهد ' و ت كه و شانه فاتحه ' محمود ' الي الباب و ضغط علي زر الانفجار ثم قفز بالبارشوت الي البالون بيننا انفجرت للمركبة بمن فيها...
ابتسمت ' ميرنا ' لنجاة' محمود ' الذي ركب معها البالون ضاحكآ و هو ينظر الي آفاق الكون...
' النهاية '
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب