زينب علي الوسطي تكتب : عامنا الجديد.. ما بين الحلم والواقع
نشر في 12 ديسمبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في وداع عام مضى و على عتاب عام جديد عقولنا مشغولة بالكشف عن ما تخفيه لنا السنة الجديدة و مشغولة بخلق يوم رائع للإحتفال و شراء الهدايا و تحضير الحلوى و غيرها من الطقوس الروتينية!
علينا أن نستيقظ من سباتنا و أن نقف وقفة صدق مع أنفسنا للمحاسبة الصادقة دون أي رحمة و دون أي خوف من الواقع و دون أن تنافق نفسك حدثها و ناقشها خذ بيدها إلى الصواب و لا تخجل من أن تلومها و تؤنبها بل و تعاقبها!
إسألها من أنت ؟ وماذا فعلت حتى الآن في حياتك ؟
إفتح كتاب الذكريات راجع كل ما فعلته خلال الأعوام الفارطة تذكر أخطائك، أهدافك، أمانيك وكل شيء قد مضى و كم من أوقات أهدرت، فرص و صلوات ضيعت وأمنيات تركت، معاصي أرتكبت و نحن نفرح لسنة قد مضت ننسى ما قد مضى فيها و ماإرتكبنا من ذنوب و أخطاء لنستقبل سنة أخرى و كأن شيء لم يقع.
بعد تفكير طويل أيقنت أنه على الرغم من وعينا و معرفتنا للأمور و حقيقة الأشياء، إلا أننا مازلنا مصرين أن نبحث عن تحقيق أهدافنا بالطريقة "السهلة المستحيلة" فمنا من يناجي من الزمن أن يخفف من معاناته و من السنة القادمة أن تحمل معها مفاجأة جميلة و من " سانتا كلوز " أن يجلب له هدية تسعده و من الأضرحة أن تذهب الحزن و تبذله فرحا و غيرها من الأمنيات التي تتخبط في قلوبنا و عقولنا...
مصرون أن نوهم أنفسنا بالأخطاء و نصدقها، نسمح لأنفسنا أن نفكر بغباء رغم كل ما نعرفه، رغم كل التجارب التي مررنا بها.. ف بدل كل هذا لو أننا بحثنا عن أنفسنا و شخصيتنا و حاولنا جاهدين تحقيق أهدافنا بأنفسنا و طلبنا من الله أن يوفقنا لذلك..لما ظلت حالتنا ك كل الأعوام نناجي الفراغ...
تمنوا ليس كل عام بل كل لحظة إرسموا أهدافكم متى شئتم فليس من الضروري أن تنتظروا مرور عام كامل لتخططوا من جديد.
ما من شيء يقيدكم أطلقوا العنان لأنفسكم أبدعوا، جددوا إيمانكم، الامل، إصراركم على الاحلام جددوا الحياة في أرواحكم متى أردتم ذلك ..
توقفوا عن إرسال تهاني مصنعة و أمنيات مزيفة و دعوات ليست من القلب..
تحدثوا مع من تحبون، و توقفوا عن مراقبة و متابعة غيركم إكتفوا بأنفسكم و تعلموا من أخطائكم!
آسفة... السنة المقبلة ليست هي من سيحقق لنا ما نتمناه ليست هي من سيجعل منا أشخاصا جدد طيبون ناجحون ... ليست هي من سيمنحنا من أحببنا.
هي مجرد سنة كالسنوات هي زمن سيمضي ليكون من الماضي المخلد في الذاكرة حاملا لنا قصصا ك؛
قصة حب الحياة و الإصرار على الاستمرار و التمسك بذواتنا و عدم الاستسلام مهما خلفت الحياة فينا من أوجاع و معاناة و كثرة الفشل و قصة قلوبنا الطيبة و نفوسنا الطاهرة الأجمل دائما مهما حاولوا تشويهها أو اغتصابها و قصة الانسانية و المحبة و القيم السامية المزروعة في داخلنا مهما استهدفت وواجهت من شرور عليها أن تبقى كما هي هذه قصصنا التي يجب أن تروى بعد موتنا بدل التفاهات الاخرى...
لا تخلقوا من إحتفالات قصص ليست لها أي أهمية، لتبقى لصيقة بالذاكرة، قصصا ليست ك القصص التي بداخلنا تلك القصص الأجمل دون أي عناء هي قصص فطرتنا التي خلقنا بها و التي علينا أن نبقى بها طوال حياتنا لنعيش بإختلاف و نموت بإختلاف و نحن راضين عن أنفسنا..
قبل أن تغادروا مقالي هذا ماذا لو أن كل واحد منكم أنهى هذه السنة بشيء جميل، كأن يخبر أحدكم أمه إن كانت مازالت على قيد الحياة بأنه يحبها فهي التي ذاقت من المعاناة ما هز الجبال و ظلت مبتسمة في وجهك تخبرك أنها بخير على الرغم من الوجع الذي إخترق عظامها.. أو أن يصلي و يدعي و يرفع يداه لله عز و جل.. أو يخفف على محتاج وطء الحياة ماذا لو دفعت لجارك الفقير فاتورة الكهرباء أو إشتريت لأبنائه ملابس تدفىء أجسادهم الضعيفة.. بالمقابل لك إبتسامة و راحة لقلبك و طمأنينة لنفسك.
-
زينب علي الوسطيطالبة بكلية العلوم القانونية تخصص قانون خاص، أشارك العالم نظرتي من خلال التدوين، شغوفة بالكتابة و القراءة و مصممة صور.
التعليقات
كأني اسمع صوتك في مقالتك !!!
كعادتك ابدعتي إيتها المحامية.