مازلت أتذكر ذاك اليوم ، كان يومنا الاخير و كانت هى حزينة تائهه تنظر الى عيوني وهى حائرة ، يملئها الخوف نعم مر الكثير من السنوات التى انهكتنى توقفت عن عدها فكان عدها لا يزيدنى الا حزناً و لكننى مازلت اتذكر ذاك اليوم و كأنة كان الامس ، كان حبنا هو ذاك الحب المستحيل الذى نسمع عنه فى الروايات و القصص ، كنت أحاول ان أجابه حبها حتى أخر لحظة ولكن لم أستطع كنت و لازلت احبها يا صديقى .
كانت معى حتى أخر لحظة ثم تركت يدى ملوحه لى بالوداع و انا انظر فى صمت لم أستطع ان انطق بكلمه رحلت أمام عينى صعدت الى تلك الطائرة اللعينة و كأنها تنتظر رحيل حبيبتى و أخذتها بعيداً عنى الى الابد .
جلست أنا فى مكانى حتى زارنى الليل و اشتد الثلج حولى نبهنى البرد أننى مازلت هنا فى أنتظار عودة حبيبتى ، لم اراها منذ ذلك الوقت و لكنها لم تفارق مخيلتى و دائماً ما أسال نفسي ترى ماذا اصبح شكلها اليوم ، تري هل أجتاح العمر وشها وظهرت تلك التجاعيد ، ترى اصبحت أم جميلة ، يدور فى عقلى ألف سؤال و سؤال حبيبتى كانت مخلصة للوداع كما كانت مخلصة لحبى أيضاً منذ ذلك الحين و انا لا اعرف عنها اي شئ ، حتى اننى اليوم أتخيلها بجوارى أحدثها عن احزانى تبتسم تلك الابتسامة الجميلة و تنظر نظرة مليئة بالحنان و تغيب ، لم أتزوج أبداً كانت هى كل امراة وهى كل الناس و ذهبت فكيف لى أن أواصل حياتى بدونها ومرت السنوات و لكى أكون أكثر دقة مر العمر و أنا فى أنتظارها .