يتسلل بخطواته الخفيفة خلسة بين معشر القبيلة يسترق السمع باذنيه الصغيرة..  مجلس هائل يتقدمه شيخ القبيلة الذي تميزه سمرته الافريقية الذي يرتدي لباس افريقي بحت...  امامه يجثي ذلك الصبي الاسمر الصغير  علي ركبتيه مقدمآ اجلال التحية..  يحيط بالمجلس مجموعة من الصبية يرقصون فيتامايلون باجسادهم في مشهد احتفالي جلل...   الليلة حفل تتويج شيخ القبيلة الجديد دقت الطبول و عزفتالاناشيد و الموسيقي الافريقية..  تتقدم تلك الصبية السمراء الجميلة بدلال و رقة تتمايل بخطواتها الرقيقة...  

مولاي هل تنعم عليا بذلك الثعبان الجميل..  و لاثبت ان فتيات القبيلة مقدامات... 

هو لكي يا صبية...  يا فلافيو انعم عليها بالثعبان...  

سمعآ و طاعآ يا مولاي 

تتصنع الصبية الدلال تجثي علي ركبتيها  و تنظر عيناها بمكر...  

و هل مولاي المعطاء لن يعطيني جرة الذهب التي يتحلي بها الثعبان...  

هي لكي يا نضرة و لكن بماذا ستطربينا الليلة يا صبية...  

شكرا لك يا مولاي زاد الله احسانك ساغني لكم الان اغاني القبيلة الافريقية...  

تتمايل نضرة برقة تخطو بخطواتها اللينة تجتمع بمعشر الصبيات تبدأ في الغناء و الرقص بخفة و ليونة..  

يقترب الحارس فلافيو و هو ممسكآ بذلك الجاسوس الغريب..  

مولاي ذلك الجاسوس الغريب كان يراقبنا من بعيد..  

فلتأتي برأسه اذن لنطهيها في طعام الليلة...  

ينظر اليه الجاسوس بخوف و استعطاف يجثي علي ركبتيه: 

مولاي ارجوك سلني  الامان و سأعترف بالحقيقة..  

هو لك يا صبي ماذا لديك؟...  

شكرا يا مولاي هذا من لطفك... انا مجرد مهتم بشئون البيئة و قد قادتني قدماي بالصدفة الي معشر قبيلتكم... و قد سرت عيناي لما بصرت و اتعطف ان تسمح لي بالتعرف علي قبيلتكم الجميلة..  

هو لك يا صبي و الان هيا جالسنا مجلس الشراب..  

يا حكيم اقلادينيوس هيا احضر له بعض الترياق يبدوا مريضآ...  

سمعآ و طاعآ يا مولاي اتبعني يا صبي ما اسمك؟  

نهير 

من اصابك هذه الطلقة في ذراعك؟...  

الحارس فلافيو حينما بصرني اشاهد الاحتفال...  

اووه انا اسف لك هذا اعطني ذراعك لاضع الترياق..  

اه يبدو موءلمآ...  

تحتاج الي قدر من الراحة حتي يتوقف النزيف..  يسعدني ان تشرفني في منزلي و سأعرفك علي عائلتي الصغيرة..  

اووه اشكرك انت اكثر شخص لطيف قابلته قي القبيلة...  

و انت شخص طيب يا نهير هيا بنا تعالي معي..  

يسيرا في طريقهما باتجاه منزل اقلادينيوس: 

لن تستطيع السير هكذا و انت مريض سنركب الفيلة... 

اووه هذا لطف منك... 

يصعدان فوق ظهر الفيلة يستغل نهير الفرصة و يبادر بالكلام: 

عن ماذا كان حفل الليلة؟  

حفل تتويج شيخ القبيلة..  

و اين شيخ القبيلة السابق؟ ...  

مات غريقآ و صار غذاءآ للتماسيح 

اووه انا حزين لاجله...  

يقولون ان شيخ القبيلة الحالي دارون هو من دفع شيخ القبيلة السابق اكتافيوس الي الموت حتي يرث الملك..  

اووه يا له من جشع...  

وصلنا الي المنزل هيا بنا...  

ينزلان من الفيلة و يدخلان الي باب المنزل...  

مرحبآ بك في منزلي المتواضع...  

اووه هذا منزل جميل...  

جميع منازلنا تبني بالطين حياتنا بسيطة يا نهير...  

هذا امر جيد بعيدآ عن تعقيدات المدن...  

ينادي اقلادينيوس علي زوجته فرودنيس: 

يا فرودنيس لدينا رفيق الليلة... 

اهلا بك يا سيدي 

اهلا بكي يا فرودنيس 

ينظر اليها اقلادينيوس: 

هل اعددتي موائد الطعام... 

اجل هيا الي المائدة..  

تدخل تلك الصبية الصغيرة الجميلة السمراء ذات العيون الواسعة السوداء و شعرها الاسود الذي تتدلي ضفائره الحريرية علي كتفيها... 

يجري تجاها اقلادينيوس يضمها برقة...  

 ابنتي الصغيرة اشتاق اليكي يا غندورتي... 

كان يراقبهم بعيناه الواسعتان جو من الحنان و الرقة و الالفة تشع من مجلسهم...  يقترب منه اقلادينيوس يربت علي كتفيه يجلسه الي جانبه علي المائدة...  

هكذا هي الاوقات السعيدة تمضي بسرعة دائمآ...  مضت عدة ليال قضاها نهير مع عائلة اقلادينيوس السعيدة..  يبدوا انه تماثل للشفاء و بات علي اعتاب الرحيل...  

ما رأيك بجولة نيلية سريعة قبل الرحيل؟ 

اووه هذا لطف منك...  

مركب هائل تتقدمه رايات المواكب يقف اقلادينيوس بزيه الافريقي و الي جواره نهير يرافقها الصبي الافريقي الذي يعمل علي المركب...  

نأمل ان تكون الرحلة ممتعة...  

الجو لطيف يا اقلادينيوس و انا اعشق الاجواء النيلية الجميلة.. انا سعيد جدا... 

 تتحرك المركب في النيل بخفة تدوي الغناء الصبية الذين رافقوهم...  

الجو لطيف وممتع حقآ الا ان   لفرس النيل رأي  اخر... 

بحركة ضخمة  يصدم المركب بقوة...  يفر الجميع هربا بين نواح و صراخ...يتمسك   نهير و اقلادينيوس بتلك الجزيرة التي القتهم الضربة اياها...  كان الالم قويآ لازال نهير يصارع من اجل الحياة...  يضمد جراحه اقلادينيوس...  

لا تخف سيرسل لنا شيخ القبيلة مركب للعودة...  

نأمل ذلك...  

تصل المركب بصعوبة يركبها نهير و اقلادينيوس..  

في مشهد اخر نبصر نهير مودعآ اياه صديقة اقلادينيوس : 

 سأشتاق اليك يا اقلادينيوس 

و انا ايضآ يا نهير نأمل ان تكون رحلتك كانت ممتعة...  

اووه لقد قضيت وقتآ لطيفآ معك و كنت سعيدا برفقتك.. 

ترتسم علي عينيه ابتسامة رائعة يصافحه اياه ينظر اليه نظرة الوداع ثم يركب الباخرة... 

تمت..