"أتحسب؟!"
جيوشاً لا تعترف بالاستسلام
و يثيرها وصل مؤقت
أخبرته بإن البعد موحش
فاسكتها بصوتٍ زادها تعلق
لست مكلف يا هذا بوصلي
إن لم يكن منك فأنا متنازل
مقابل ما تبقى مني فيك..
أشيائي المحببة تحولت لكرهٍ
فعطاؤها من الهدوء أمسى يرثيني فرميتها..
أخبرني ما حاجتي بمن يذكرني بخيبتي
ويشعرني وكأنني سأموت بغيابها؟
فلتذهب للجحيم راحتي إن تحولت لرجاء.
أتعلم:
أولاً: النهاية من أشعرتني بوجودك، والبداية لك
بدوني ذكرتني ببدايتي.
ثانياً: أجزائي أصبحت تبتعد عن بعضها،
وترفض أن يضمها باب.
ثالثاً: الجميع أصبح ياء واختبت خلفها
فمهما كانت خياراتي
سأكون في النهاية جزء منها.
لا، لن أقول غير أن يفترقا
ويترك العشق للقرباء، أي إجابة تنتظرها؟
أن أقول يبقيا معاً حتّى تنطوي الأرض ويلتقيا،
أي هيام هذا تقيده المسافة؟
أكرهك بمقدار معرفتنا بأننا لن نلتقي،
وبمقدار الحب خلفها..
أتعلم! لو تخلى القمر عني لن أرجع إليكَ
كنت أدعي دائما بأن "الله ياخذك" إليّ
ولكن الآن إليك؛ فلا حاجة لقلبي في سرابك.
أتذكر تلك الليلة الغبراء عندما قلتها-كلماتك-بملء حنجرتك كرصاصة مخترقة قناعتي:" أنتِ من اخترتي الوحدة مُنذ البداية، لمَ كل هذا البلبلة؟ "
فخرجت ضحكتي لأول مرة عليك لا معك، وقلت: ياه، لم تصبح شيئاً.
حينها لو عرفت مقدار الشوق الذي يقطن أعماقي
لتفاجئت بأن هذه الحدة تخرج منه، ولكن الآن لا شيء عالق منك فيني؛ فالخاطر عندما يطيب ممن لا يطيب الخاطر إلا به ينتهي كل شيء.