عندما أرسل الله عز وجل نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام ما أرسله إلا رحمة لنا وهداية لعقولنا وفكاكا لأنفسنا من الاستبداد الاستعباد، وما أرسله جل شأنه إلا بعد أن أفسد الإنسان الرسالات السماوية التي توالت عليه، بتحريفها وتنميطها بالشكل الذي يروي ظمأ ثلة من رجال الدين والسلطة المتعطشين للثروة والهيمنة والتسلطة على عقول البشر، وتنصيب أنفسهم ألهة على الأخرين باسم السماء والمقدس.
لكن رحمة الاله الواحد تداركت عبيده الضعفاء فشرع لهم الإسلام سلاما لجوارحهم وأرواحهم، وكشف عن أعينهم غبار الجهل وعن أرواحهم ظلامية النفس، لكن ما لبث أن حاول بعض الموتورين والمدفوعين أن يجعلوا منه سيفا للإراقة الدماء والتنفيس عن الأحقاد، فتناسوا أنه دين يرسم حدا ساطعا وضوحه لسلطة الإنسان على الأخرين وعلاقته بهم.
فلا سلطة لانسان على أخر إلا في معروف وتقوى ومصلحة تعود على كل منهما لا على أحدهما دون الأخر، وليس لانسان أن يرغم اخرا على الايمان بغير ما يطمئن إليه قلبه، وليس له أن يستولي على أملاكه بغير وجه حق إلا لمجرد أنه لا يعتقد ما يعتقده هو، وليس لانسان أن يشتت عائلة أخر ويدمر حياته لأنه لا يرى ما لايراه هو، وليس له أن يستحل دم أخر لمجرد أنه يختلف عنه.
فالله عز وجل ليس في حاجة لكي ترغم "داعش"، الذين لا يتبعون الإسلام السني بأن يؤمنوا به فلو أراد هداية أحدهم لفعل، فهو سبحانه يريد من يبادله الحب الالهي بحق، من يعبده حبا وعشقا لذاته، لا من يعبده كرها واجبارا، وهو سبحانه لا يحب من يخيف عباده وينشر الفساد في أرضه ويريق الدماء تحت سمائه، انما يحب من ينشر البسمة على أفواه خلقه وينثر الانشراح في صدور عبيده، فالخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.
ذلك ديننا، سلام وبسمة وانشراح وتفان في خدمة الآخرين ومساعدتهم في قضاء حوائجهم، والوقوف مع مظلومهم أمام ظالمهم، وكساء عاريهم، وكفالة يتيمهم، وسد جوع فقيرهم و تعبيد الطريق لمستقبل أفضل لأبنائهم، والمحافظة على الطبيعة التي هداها الله لهم، فديننا هو أن نسخر حياتنا لننشر البسمة على أفواه البشر أجمعيين.