معظم الناس لهم جد واحد أو اثنان، إلا حضرتي أنا عندي من الأجداد الأفاضل ما يزيد عن خمسة بذات الوقت!
جدي لأبي "محمد علي" ، عاصرته و لي معه حكايات و مغامرات.
جدي لأمي لا أعرفه و لم أعاصره، أعرف أنه شيخ مشهور اسمه "الشيخ شهيد".
جدي "حج أحمد" و هو في الحقيقة زوج عمتي الحاجة زمزم، و كنت و اخوتي ندعوه بجدي لأنه طاعناً في السن، و يرتدي الشروال و القمباز و يعتمر قبعة صوف عليها لفة شاش أبيض.
جدي "جمعة" هو شقيق جدي لأبي الوحيد، و كان كهلاً يصغر جدي محمد علي بسنوات قليلة، يشبهه في كل شيء إلا أنه ألطف و أحنّ إلى قلوبنا، كان يرفض فكرة صعود الإنسان للقمر و يعتبره من أنواع الكفر .
جدي "موسى" الضرير النظر، القوي البصيرة، كان في الحقيقة جد أولاد ابن عم أبي، كانوا جيراننا و ندعوهم بأبناء العم، و جدهم كذلك ندعوه جدنا، كنا رفاق العمر و إياهم و شركاء الذكريات الجميلة.
تساقط أجدادي واحداً تلو الآخر في براثن المرض و العجز و أخيراً الموت، و دارت الأيام و صار أبي هو الآخر جداً لأبناء اخوتي، ثم صارع المرض الخبيث و مات رحمه الله.
بعض رفاقي و أصدقائي الذين هم من جيلي صاروا أجداداً بسرعة، و يلتقطون الصور مع أحفادهم و يعرضونها علي، فأقول بسم الله و ما شاء الله حولهم و حواليكم، متى أصبحتم أجداداً؟ أوليس من المبكر جداً على أبناء جيلنا أن يصبحوا أجداداً؟
يضحكون و يقولون لي : صح النوم! لسه مفتكر حالك شبّ؟
-
جهاد الدين رمضانمحامي سوري سابقاً و لاجئ حالياً ، قارئ جيد و كاتب مبتدئ ، أكتب ببساطة و صراحة دون تنميق و تزوير.