عياش محجوبي..اسم جزائري لمواطن سقط في بئر بولاية المسيلة ،لم يكن التهويل عالميا في اعلامه لنقل الحادثة لفلاح بسيط علق في البئر لأكثر من أربعة أيام ،ما تم تغطيته هي وسائل الاعلامية وطنية ،في بئرارتوازي يصل عمقه الى 100 متر تحت الأرض، فشلت خطة انتشاله بالحبل وتسرب المياه أثناء عملية الحفر زادت من صعوبة المهمة، ريان طفل في الخامسة من عمره من المغرب سقط في بئر بعمق 32 مترا بدأت بنزول شاب متطوع لإخراجه الى غاية مسافة 28 متر لكنه لم يستطع اكمال بقية المسافة لصعوبتها ونقص مادة الأكسجين في قاع البئر ،هي محاولة أولى وثانية تم فيها سماع بكاء الطفل ريان في البئر، لتتوالى بعدها سيارات وشاحنات واعلام وجموع من الناس للوقوف على مكان الحادثة ، بدأ الحفر للوصول الى الطفل بطريقة أفقية ،العالم يتحرك والأنظار من بقاع العالم انتبهت للحادثة وتابعتها باهتمام بالغ، الاعلام يبث في قنواته المتنوعة صورا لمكان الحادث و القلوب متوجعة ومتألمة للطفل تدعو له بالسلامة و الخروج سالما بعد أن بقي في البئر خمسة أيام بلا أكل ولا شرب ، جسد أشبه ما يكون بجسد الحمام الناعم، براءة سكنت في صمت تنتظر الفرج والخلاص والخروج وكل طرف يفسر تراجيديا الحادثة كما يراها، اقليم شفشاون احتضن سقوط ريان ، والاعلام العربي و الغربي كان حاضرا بقوة، لا نعرف هل كان هذا الاعلام حاضرا بكثافة ليصور معاناة بل موت أطفال غزة وسوريا ومن يموتون جوعا في بلدان أخرى بسبب تجاهل حكومات دولهم عن رسم خارطة طريق لجعل الطبقة المعوزة مثلها كباقي طبقات من استوفوا حقوقهم من العيش الكريم، لا نعرف صدقا مدى توجه الاعلام لتغطية حادثة ما ، وهل اللافت هو طبيعة الحادثة أم صغر سن الضحية أم تفاصيل الواقعة، والأطفال يموتون في البلاد العربية ولا أحد يسمع بهم ، فلماذا كل هذا التركيز على واقعة ريان وقد عرف التاريخ أحداثا عديدة ولم تتم تغطيتها بهذا الشكل مثل حادثة ريان، لا نعرف هل للقضية بعد آخر وهل لسقوط ريان سر؟، الله أعلم ، يبقى أن هرولة الاعلام بهذا الشكل لافت للانتباه كثيرا ومن تم اغتيالهم في البوسة والهرسك وأهل بورمة والروهينغا لم تتم تغطية معاناتهم اعلاميا بهذا الشكل..ترى هل فعلا وحد ريان الأمة العربية بصراخ الاعلام في شاشاته وقنواته أنه أثار انسانية الشعوب العربية والوحدة ترفض أن تلتقي لدلى ساساتهم وخلو حوصلة اجتماعاتهم تحت قبة الجامعة العربية من أي قرار يجمع الشمل حقا وليس كلاما فقط ، هل فضح ريان الاعلام حينما ركز على حادثة سقوطه ولم يركزها على الغير من الحوادث وبالآلاف..الأيام ستجيب على تساؤلاتي.
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية