كثيرًا ما يدور في بالي تساؤل على شاكلة "لماذا ما أتمناه لا أدركه؟"، ولست أعني بتساؤلي هذا أن قلبي تسلل إليه القنوط، أو أنه فقد الأمل في كرم ورحمة الله، حاشا لله أن يصل لمنطقةٍ مثل هذه من التفكير، ولكن؛ قلبي فقط يتساءل تساؤل برئ، كتساؤل طفل صغير حُرم من أمر تمناه ولم يحصل عليه؛ فلطالما تمنيت أمورًا عدة وحُرمت منها، ورغم أنني أدري وأعلم تمام اليقين أننا لن نستطيع أن نخرق الأرض أو نبلغ الجبال طولًا لنطلع على حكمة الله، وأعلم أن كثير من حكمة الله في الأمور تُدفع عنا ولا نعلمها لحكمةٍ أخرى يعلمها الله، وأعوذ بالله من سؤالي هذا أن أكون معترضة على قضائه وقدره ، أنا فقط أتساءل، وأعيدها كتساؤل طفل صغير ..
يأتي علي أوقاتٌ عدة أستطيع مواساة بها نفسي وطمأنتها وحثها على الرضا، الرضا اليقيني الفعلي من القلب وليس مجرد قول ينطقه اللسان، ولكن مع كثرة الأمور وتكالبها علي ربما أصبحت أجد صعوبة في إستجداء هذا الرضا من القلب، ولست أدري ما السبب، أهو لقلةٍ في إيماني أم لكثرةٍ فيما آلم بي؟
مممم، لست أدري..
ولكن، أعتقد أنه ربما يكون لتركيزي على أمرٍ معين وعدم استشعاري لنعم الله الآخرى التي تحفني و لا أراها؟ أو ربما لضعف قلبي متمثل في تشبثه الطفولي ورغبته في الحصول على كل ما يريد؟ أو ربما لا يحق لي أصلًا أن أطرح هذا السؤال!
لست أدري..
على الرغم من ذلك، كثيرًا ما أحدث نفسي أنني لم آمر بمصائب أو أهوال -والعياذ لله- لكي أشعر بذلك، وأخاطب نفسي ناصحةٌ إياها بأن تكف عن وضع نفسها في دور الضحية، ولكنها تستجيب حينًا وتتجاهل أحيانًا أخرى!
ولذلك؛ أصبح كل ما أتمناه أن يمنحني الله الرضا والسكينة والتسليم التام لجميع أموره وأقداره، الرضا والسكينة والتسليم واليقين التام أن كل أمري خير، أن يمنحي الرضا والسكينة والتلسيم واليقين التام لأكون كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ"
فاللهم ارزقني الرضا كي لا أحزن على ما أردته ولم يتحقق، وارزقني الرضا بقدرك وحسن تدبيرك، وصرِّف قلبي إلى ما يصلح أحوالي ويرضيك عني، واجعل كل ما فقدته خير، وكل ما أحزنني خير، وكل ما أبعدته عني خير ♥
-
أميرة مصطفى"ليس لي عمل أقابل به الله غير أني أحبه"