قلمي الذي ما توقف بكاءً ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قلمي الذي ما توقف بكاءً !

حقيقة مقنّعة ..

  نشر في 27 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .



أعطي الأمل و لكني لا أملكه لنفسي.

برغم كل القُصاصات التي تملأ جدار غرفتي ..إحداهنّ مكتوب عليها " تفاءل بما تهوى ،يكن " و الأخرى تتقوّل ب " أريد إذن استطيع " . 

هل فعلا ما سطرته بكلتا يديّ حقيقي ام أنني فقط أوهم نفسي بذلك ؟؟


أترشّف القهوة كلها في ثلاث رشفات حتى أقتصر الألم ، ففي كل رشفة يُصنع ذلك السلّم في ذكرياتي يتصفّحها في كل درجة ، فكان عليّ أن اقتصر المرّ و الحلو في ثلاث ذكريات فقط ، لذلك لا أطيل بقاء القهوة في فنجانها . حتى اعيش الأمل او الوهم ..فأحيانا الوهم يوصلك إلى الحقيقة ، أوَ لم يقل ديكارت " الشكّ طريق الى اليقين " ..

كِلا اللفظين يصبّان في نفس الموضوع . فلما أنا خائفة الى هذا الحدّ ؟ مادامني سأصل الى الحقيقة مرّة كانت أم ورديّة ..

و لكن من قال أن هذه الفلسفة الديكارتية منزّهة من الخطأ ؟

فكلّ شيء نسبيّ في هذه الحياة في تاريخها و حاضرها و مستقبلها . فلماذا نأخذ المسلّمات دون الخوض فيها ؟ أوَ لم يدعونا الله عز و جل الى الاجتهاد في الأمور و المسائل ؟

إذن لما أصبحنا كالآلة ؟ نفعل ما أُمرنا به أن نفعل و نتقوّل بما لا نريده ..

نفس الشيء يحدث مع الأمل يا صديقي .. 

أن تؤمن به أولا كفكرة ، ثم تقوله .فتفعله.

ضمن كل الجو التعيس الذي يُفرض من حولك غصبا و ضمن المجتمع الذي جعل الألم و اليأس مسّلمة لا خوض فيها  ..و كأن تغييرها و الانقلاب عليها يُعتبر جرما ارتكبته في حق المجموعة التي اعتادته ، فأصبح شيئا عاديا ..

أصبح الموت و أنت حيّ عاديا ، و القلب الآلي عاديا !

و المشاعر المحكوم عليها بالإعدام عادية أيضا..و المظاهر هي الحاكمة على الكل بدكتاتورية !

أمّا الأمل فغير عادي و الإيمان و الطيبة و العفو كفر ..و التواضع و النزاهة و العفوية جنون و كذب !

لم تعد البشرية تصدّق الصدق بل تكذبّه ، و لم تعد تحرّم الحرام بل تحلّله ، و لم تعد ترى الفساد فسادا بل تفتّحا و ديمقراطية !

لعنة الله عليك يا "ديمقراطية" ،يعيشها الغرب عل أتمّها و صحتّها و يعيشها العرب بالأكاذيب و الغشّ المُقنّع ؛ "الليبرالية الإسلامية" ..لكنها ليست كذلك ..

قد أخذوا منّا تعاليم الإسلام و طبّقوها و نحن ننعم بالإسلام، أتلفنا قيّمه ..

أخذوا منّا ما ينفعهم و نحن أخذنا منهم ما دمّرنا . انسلخنا من هويّتنا و انخدعنا برشوتهم المكلّلة بالأزاهير..

المسلمون في ازدياد و تكاثر كل يوم .

 يولد مئات المسلمين كل يوم ! 

و يدخل غرباء الإسلام كل يوم !

الإسلام يكبر و يكبر ، و لكن ...

" كثير لا منفعة فيه و قليل يغيّر الكثير ."

أعلم أن لكل مخلوق في هذا الكون دور لا يكتمل التوازن من دونه ..و أعلم أن كل ذرة تخرج من مجراها الإعتياديّ ،تُضحي العالم متفجّرا ! ما هذه العظمة يا الله ! الأشياء الصغيرة التي لا تتجزّأ لها أن تفعل كل هذا !؟


نعم يا صديقي . عليك أن تهتم بصغائر الأمور فهي عظيمة عند الله !

و لن أنسى أثر كلمات أيمن العتوم حين قال:"من هنا بدا أن الله الذي أتقن كل شيء ، يقول كلاما مبينا ، و لكن من يسمع و يرى ! هل كان الصمم قد أتلف الآذان! هل كان العمى قد غشى العيون !"

أقول لك يا صديقي لقد أضحت القلوب عمياء و الألباب صمّاء ؛ "ختم الله على قلوبهم و على سمعهم و على أبصارهم غشاوة و لهم عذاب عظيم " ..

"صمّ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون " .

صمٌّ عن سماع الحق و التدبر ، بكمٌ عن النطق به و عميٌ عن إبصار الحقيقة التي تكمن في الإيمان .


سأتوقف عن الكتابة لأن القلم قارب على الجفاف و سيضحي عطشانًا من حرّ الكلمات التي تُدمي القلب تحسّرا على زمن كان فيه الإسلام عزيزا ..على زمن كانت فيه الأفئدة تغار على دينها ..على زمن أوصى فيه محمّد الأميّ "إذا قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة ، فليغرسها " ..أمل وسط أنقاض  نهاية العالم و هول يوم القيامة !


يكفيك بكاءً يا قلمي ...

#إنتهى



  • 4

   نشر في 27 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

لقد ابدعت حقا ....."ديمقراطية" ،يعيشها الغرب عل أتمّها و صحتّها و يعيشها العرب بالأكاذيب و الغشّ المُقنّع ؛ ...
حقيقة مرة ..
مهما قلت في حقك يبقى قليل صدقيني ...
ابدعت بكلماتك ..و جملك المنتقاة بعناية في وصف حالنا ..و ما آلت اليه اوطاننا .....
بالتوفيق ...كل التوفيق ..
0
MayssaBelt
شكرا صديقي وفقنا الله جميعا
Lamis Moussa Diab منذ 6 سنة
ميساء الجميلة لا الحزينة...
جميلة أنتِ وجميل قلمك وفنجان قهوتك وأفكارك المتناثرة التي لملتي شتاتها في هذا المقال الحزين بِ خفة ... نعم بـ ِ خفة وتألق، فهو يخاطب حزننا في خيلاء وعزة.
يخاطبنا وهو يرتشف السوداء الساحرة التي هي صديقة كل كاتبة "القهوة"، أراه أنيقََأ جدََا ذلك الحزن المعتق كأنينة عطر من قديم الزمن فـ يزدان جمالََا بقِدَمه وتسافر رائحتة بنا عبر الزمان.... لا لم ينته كما كتبتِ في آخر كلامك، هذه الروح الراقية أبدّّا عن الكتابة والحب والحياة لن تنتهي.... شكرََا لـ جرعة الحزن بل الشجن الراقي الذي أفحمتينا* إياها يا جميلة الحِس وأنيقة الكلمات.
فحم* فلان : سكت عجزا عن الجواب : )).
0
MayssaBelt
شكرا لكلامك الذي أعطى جرعة شافية لروحي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا