لكل مرحلة عمرية رونقها وجمالها الذى يميزها عن غيرها ولها ايجابياتها وسلبياتها ولكن السؤال الاهم كيف يستفيد الانسان من مراحل حياته المختلفة بأكبر درجة ممكنة.
الانسان يبدأ صغيرا لديه الكثير من الأحلام فيبدأ فى النمو ويختصر هذه الأحلام فى هدف واحد ، وبعد التخرج يكون شعلة من النشاط ويبدأ البحث عن عمل يناسبه أى كان مجال تخصصه ثم يبدأ فى النمو فى مجاله ثم يصل لسن معين تكون فيه نهاية مطافه وتعبه فى هذا المجال وهو سن التقاعد حيث يبدأ مرحلة جديدة تختلف عن السابق، فيها التحديات ولاسيما عندما يعتاد الفرد على العمل لفترات طويلة.
الأمر ليس بالهين فبعد هذه السنوات الطويل ليس باليسير أن يصبح بكل سهولة بلا عمل وبلا أصدقاء ومعارف ، ففى بلداننا العربية عندما يتقاعد الفرد تنتهى معظم العلاقات الاجتماعية لحظة انتهاء العمل وهذا ما يجعل الأمر عسيرا جدا على من يتقاعد.
ونتيجة لذلك ولأن عندنا يسمون التقاعد "معاش" يستسلم البعض لليأس والإحباط مبررين أنه لا عمل لا أصدقاء فلماذا الحياة وهنا تكن المشكلة.
عزيزى المتقاعد أرجوك ألا تجعل الحزن يتسلل إلى جسدك ، فيشحب نظرك الذي كان بالأمس ثاقبا وكان حسك مسموعا ، أعلم أنك ستقول أنه طوى النسيان مؤهلاتى وهوت الدنيا على رأسى بكل ثقلها ، فحبست أنفاسى بين ضلوعى الرقيقة والتي أصبحت قابلة للكسر ، أنا من أفنى شبابه وعمره كله في خدمة الآخرين ولا أحد يعلم عنه شيئاً.
أعلم أنك تريد قول أكثر من ذلك ولكن فى الأول والأخير هذه هى سنة الحياة فلكل شيئ نهاية ولكن يمكنك بتفاصيل صغيرة أن تخفف وطأة مرارة فقدان قيمة العمل بأن تنظر الى التقاعد بانه خلود الى الراحة ونقطة تحول هامة في حياة الفرد خصوصا بعد فترة طويلة من ممارسة العمل .
والأهم ألاتظن انك اصبحت عاجزا عن العمل فاليوم وصلت هذه المرحلة من العمر والتى هي تاج على رؤوس الشرفاء وغاية يتسابق اليها الاوفياء ،فالحياة عمل وجد وكفاح وجهاد وبذل وعطاء.
وهناك دور أساسي ومهم، وهو دور الأسرة في وعيها وكيف تكون مهيأة نفسياً ومعنوياً في احتواء المتقاعد والأخذ بيده وجعله يشعر أنه مازال ذلك القائد الذى تكن له التقدير والاحترام.
-
هبة الله محمدصحفية مصرية ، الكتابة الشيئ الوحيد الذى يساعدني للتعبير عن ما بداخلي لأني خجولة جدا فى العالم الواقعي ، بحب الخط العربي جدا والحمد لله كويسة فيه إلي حد ما.
التعليقات
مقال جميل و معبر .