بين وبينك العينان

وأن وصفتك بخستك الوجدان

فأنت أجمل بالعيون

وخدك إذا أحمر من خجلان

وما قصدت النهدين منك

يا جميلة فوق وصفي للنهدان

والخصر أن كان فيك

له جمال يفوق حاصل الوصفان

ومرمرة الكاحلين مطرزة

في صفاءها والكعبان

وانت أجمل بما بين ما

كاحلاك والخصر عود البان

موصوفة بالجمال فى ما له

من وصف يعجز عنه شاعر واثنان

استقي منك المعاني

فانثر بين كفيك جنوني

لهيبي بالشوق إني

متيم فى سحر النهود

والخصر منك بعيني

جانباك بسحر اذوني

وأن أطلت الوصال مني

لا تقطعي منك الشجون

لك مني الحروف والمعاني

والشوق والهيام بالجَنان

وفيك سحرا يجرجرني

لمقلتيك بالثغر الحنان

تتوقد بذهني الأفكار عنك كيف تكون العيون

والقلب منشغل بود كيف الوصال

جن اللب من سحرها والليل شجون

هلا أقمت ببالنا نعيد بالمهج الجنون

أنا لست كشاعر مر قبلي ولن يكون

وأن سكبت عبرات الشوق تفني الحزون

وأن عبرت باخضر خضبت له المنون

في عينيك مني غرام يفيض أو يكون

وفي المقلتين أن ذهبت دموع أو سكون

وراحة اليد فى رعشة وتعرق كالجبين

والرمش يهفو لغمضة تراني بالعيون

حملتني بين صدرك بالشمال نائيا عن يمين

وزدت من حملي بشوق أو فتون

تقولين الغرام أصل فى الوصال أن تصون

والحب من همه لك منه حصون

يا جميلة الخد والعنق الجميل منك جفون

تغمضيها فتقتلني أو صريعا بالمجون

وعودك الملفوف حق هل تراك من تكوني

وشعرك المصفوف كالعصقال باليمن الحنون

رأيتك في جمال من جمال في جنون

فى بحر الشوق سفينتي

وبحري بماء الورود

وعلى متنها حملت أحبتي

وزادهم كبدي والخدود

شرابهم إن ظمئوا دمي

وازيدهم من حبي أجود

كلي لهم زاد جعلتني

وإن نقصت يزيدني الشهود

ومن بينهم عين تجي بي

يمينا ان نظرت وان مالت تسود

رحال حبي بالهيجاء مني

داء وهى الدواء من الجحود

خاطفة يا قاتلة عهدي

ما عهدتك يوما بالجمود

بانت من بين اظهرهم وتروى

حكايانا البحار من الشرود

مالت بخاطري والعين مني

مالت كما تهيم من السهود

غابت ومر لها عمري

ايا صحب العازمين الا نعود

فعدت ارنم لها طربا

اقول فيها ما اريد 

ابحرنا إذن لغايتي

وغاية أحبتي السهود

نمقت لهم من اشاعري

ونظمت لهم طربا وعود

بداية ليلتي سهر ومعي

لهم مكانا فى الحشود

تيمنا بهم جعلتهم قدري

كلما طربت كانوا نهود

طال بنا المقام وليلتي

لا تنتهي بهم عهود

اقاموا بودهم لي كما فرحتي

فنهدت لي قلوبهم وقود

ضحكت من مقامهم عندي

ولو زادو مقاما لزدت السهود

عيونك لو نظرت تذيبني

وعودك أن خطرت اتعجب

وكحلك من مداد ادمعي

ونظمك أن بسمت اتلهب

تتمايلين بخطوة ليميني

فاسرج لها الشمال يتعذب

يا باب حبي لا تغلق له

إذن الدخول بالقلب عامر

ناديت بالحب فأجبته

حبا بل يزيد شوقا غامر

هلا وصفتك يا ضياء بأنه

منك الضياء إذا جاءت تسامر

هلا دخلتي يا حبي الكبير بإذنه

بشرط الضياء إذا دخلت لا يغمر

اسدلي خمار وجهك لا يخسف به

ضوء الضياء إذا دخلت فنسحر

بالشوق اسرد تعابير الورى

فجاءني منك عطرا شممته

لهيب وشوق وفكر ولوعة

وحر قلب بالمساء في ذكراك

قالوا تجيئك بالهيام

قلت وهل غاب عنى

قالوا الهيام احتمال

لبعد قلت بل واني

اموت بالبعد احتدام

وابعث بالعود اراني

قالت فابدت بها سحرا

فجاءني السحر فى الحرف

وحضرت فطار لها قولا

يشيع بالبيداء الشغف

جميل جدا المعني وروحك تسعدني

يكفيني الهمس الذي أحسه

أراني احمل قلبي واطوف به

على الناس ليروني بسعادتي

لك شعرا وسحرا جميل

لقولي فداك آن تكوني

سعيدة وانشد بالهيام

وتمر الخيالات فكوني

سحرا يبحر بالبيان

والروح فيك جميلها

ونثرك الحب هياما

بديلا عن القمر أن غابا

بالسماء النجوم تنيرها

مرت من هنا أثرا

نادت احيت الفاني

قربت بماءها نهرا

روت لى ريق عطشان

مسحت بكفها حبا

عافت سقم مرضان

وفى حزن لي فرحا

ابدلت غاية منها فرحان

والحب كان لي إيماني

يا مقلتي خبريها بأني

من دموعي لبعدها إدمان

دفاتري معاني وروحي

بداء العشق ابتلاني

هواء في جنان الحسان

كل كلمة تمر مني اليك

بريد رسوله من قلبي لساني

لعلني وقلبي وقلبها أهل

تنادي العيون الود يا روحي

ترنم لي الوصل بقه منها

فدلتني الرموش ما ترميني

نادت بحار بيننا عرض

وطول ما بيننا أصل يداويني

الست تطوي الأرض لي وصلا

قلت والسما أن كنت تجاريني

يا عين مالي والقلب سهدا

الا بعدا لي أن لم تكن تناديني

كل كلمة تمرر لقلبي وصال حبها

وتعيد أطراف الحديث واسمع

أن قالت احبك اعياني قولها

وأن قالت تقول مني فأسمع

مكحولة العينان والجيد اهيف

والحب من همه قلبي ينزف

تابعت القصائد على حبها

حتى أعاد على كل من اعرف

في كل حال حال قلبي

أن كان يسرا مرا يكون

وأن كان عسرا زاد همي

وأن كان يمنا قال المنون