أي محاولة مني لذكر فضل ألام لن تجدي نفعا فيكفيها وصية الرسول صلي الله عليه و سلم بأنها أحب الناس . عزيزي القارئ أنا لا أقل عنك حبا و احتراما لأمي و لكن احب أن أحلل الامور و الوضع الراهن بو.لذا فأولا أود أن أوضح أن كل ما اكتبه هو بكل صدق و لا يشوبه اي كذب . فهذة محاولة بسيطه مني لتدوين ما تراه عيني من سلوكيات ألام العربية , و لكن من منظور اخر بنظره الي المستقبل . سواء كان الفكر صحيح أم خاطئ فهو في النهاية مجرد وجهه نظر ليس لها أي مطامع سوي النهوض بمستقبل الأمه العربية .
قال سقراط ( عندما تثقف رجلا تكون قد ثقفت فردا واحدا , وعندما تثقف امرأه تكون فانما تثقف عائلة بأكملها ) طبعا كلنا متفقين علي كلام سقراط فنحن نعلم فائدة الأم و لكن لنحلل كلامه فقد قال ( تثقف) و ليس (تعود) فمشكلة العالم العربي الكبري هي التمسك بالعادات و التقاليد أيا كانت مصدرها و نتائجها . هيا بنا نستعرض بعض العادات الموروثه من مجتمعنا و نري ما ادت اليه و نقوم بنطرح حلول لها .
هل أدي الخوف الزائد أدي الي ضعف الأجيال؟
عاطفة الأم تجاه اطفالها لا توصف و بالطبع لا يمكنني وصفها فأنا اذكر جملة أمي عندما يحدث لي أي شئ و أقول لها لاتقلقي أنا بخير فترد علي بالقول المعتاد ( لن تعرف محبتك لدي الا عندما يكون لديك اطفال ) انه حقا شعور غريب او بالادق شعور جديد علي انسان لم يملكاطفال من قبل .فتخيل انسان يود لو يقدم حياته من أجلك دون أن تطلب منه شئ , تخيل معي شخص يخشي عليك من كل شئ .
بفضل أن العرب بطبيعة الحال مجتمع متدين فعواطفه و حبه دائما حاضره , و لكن مع تقدم السنين تقدمت هذة العواطف بل و زادت عن الحد الي ان اصبحت هذة العواطف في الكثير من الأحيان ضارة و الجميع يعلم أن ما زاد عن حده انقلب ضده . يوجد مفارقه كبيره بين ماضينا و حاضرنا فنري في الماضي أن الأم كانت تزج بأبنها الي ويلات الحرب و تحثه عليي الدفاع عن ما يؤمن به أما الان فأن الأم تؤجر لأبنها عامله لتقوم بخدمته .اصبح الأن لدي الطفل مدرس خاص و مربية خاصة بل في بعض الاحيان سائق خاص فالأمهات تخشي علي أولادهن السير في الشارع , اصبح الطفل معزول تماما عن الواقع الذي نعيشه فهي تحاول بقدر الامكان ان تبني له برج عاجي و تسكنه فيه مانعه اي احد من الاقتراب .
أبي يحكي لي أنه قام بالسفر و هو شاب في بقاع مصر كلها من الأسكندرية حتي الأقصر و بخبرني أن لديه في كل مكان صديق . أما أنا في القرن العشرين في بدايات العشرينيات لم ازور بمفردي أي مكان و لم أسافر أبدا . أنه الخوف علي الأطفال و منعهم من اي تجربة تقوم ببعدهم عن أحضان الأمهات .
نتائج الخوف (الأوفر) .
اصنع قفص من ذهب به كل انواع الطعام و اترك بابه مفتوح و لاحظ سلوك العصفور , ستري ان العصفور بدا يحرك جناحيه خرج للأفق طالبا للحريه . هذا بالضبط ما يحدث لنا اننا اصبحنا نعيش في بيت كأنه معتقل فاصبحت الخادمة هي السجانة التي تناولك الطعام , و اصبحت غرفتك هي الحبس الانفرادي , و اصبح الشارع بالنسبه لك هو الخلاص الوحيد .
ان طبيعة البشر أنه محب للحياة و المغامرات و تجربة كل ما هو جديد , و الشباب يجب أن يقوم بتفريغ طاقاته بالانشطة و السفر , لكسب تجارب و مهارات حياتيه جديده تساعده علي مواجهه الواقع بشكل اقوي .و قد أدي حبس البيت الي العزلة و الجهل بالواقع الاجتماعي و الظروف الحياتيه لبلادنا .
الجيل الحالي و القادم اغلبهم سوف يكونو من المدللين الغير متحملين لأي نوع من المسؤلية و سوف يكون جيل جبان ضعيف البنية و الفكر , جيل تربي علي سماع جملة (حاضر يا حبيبي من عنيا ) ماذا تنتظر منه أن يقدم لبلاده أو حتي لنفسه . كيف تريد لطفل أن يقوم بانشاء أسرة و هو لم يقم بالذهاب للمدرسة مرة واحدة بمفرده . هل يمكن لشخص لم يعرف فيه طفولته سوي الجاردن و الكماوند أن ينافس علي لقمة عيشه , أو حتي ينجح في مقابلة عمل . القائمة تطول بسبب نقص التجارب و الركود المعرفي للشخص بطبيعة بيئته .
خطة تحويل المعتقل الي سابق هيئته .
أظن أن السبيل الوحيد لحل هذة المشكلة يكمن في أن ندرك تمام الادراك أنها مشكلة مجتمعات و ليست مشكلة أفرادبمعني أن الأم ليست المتهمه الرئيسية في هذة القضية بل المجتمع كله . لذا اذا أردنا أن نقوم بتلخيص الحلول في عنصرين فالاجابه هي :
- تغيير قناعات الأمهات .
- ذكر مميزات السلوكيات الجديدة لتحفيز الأمهات .
و العنصرين يجب أن يكونا مترابطين بمعني أنه لن يتم تغيير القناعات الا بذكر مميزات الافعال الجديدة . فالحقيقة الوحيدة التي لدينا هي أن الأم علي استعداد لفعل أي شئ لمصلحة طفلها .
يجب أن يكون هناك دورا للحكومات لنشر الوعي من جديد و مغزاه الأساسي هو جعل الخوف عند الأمهات طبيعي لا يتعدي الحدود مع اضافه الحرية للابناء للقيام بأشياء جديدة حتي نثقل مهاراتهم .
اعطاء دورات تدريبيه للأمهات قبل الزواج لتأهيلهم لاستقبال النشئ الجديد و معاملتهم بطريقه احترافيه تجعلهم قادرين علي خوض سباق الحياة .
تشجيع الرحلات المدرسية و الزيارات العائليه لتعويض النقص في الاحتكاك مع الاخرين .
يجب أن تعلم الأمهات بان كل هذا يصب في مصلحة اطفالهم.
-
عمر محمد خميسمهتم بالكتابات في مجالات الاقتصاد و الراي العام و قضايا المرأه و الفكر
التعليقات
تحليل رائع , بالتوفيق في كتاباتك القادمة .