البابا ..بين الإساءة للثوابت الدينيةوتأثره بالإلحاديةوإنكاره لجهنم والآخرة أنموذجا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

البابا ..بين الإساءة للثوابت الدينيةوتأثره بالإلحاديةوإنكاره لجهنم والآخرة أنموذجا

  نشر في 26 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


تنتشر في الآونة الأخيرة هرطقة كان البعض يعتقدون أنها زالت وقضي عليها منذ قرون وها هي تعود وتطفو من جديد وقد وجدت من يروّج لها ليس فقط من الشيوعيين والملحدين بل للأسف الشديد اليوم من بدء يروج لهذه الأفكار المشبوهة هم من المكرّسين رجال دين مسلمين و كهنة رهباناً وراهبات مسيحيين و هذه الهرطقة القديمة المتجدّدة تُنكر وجود جهنّم ولايوجد مفهوم اسمه الحساب والعقاب وهؤلاء المنحرفين يدعون المؤمنين الى عدم التفكّر بها وإعطائها أي أهميّة فمثلا ماجاء في تصريحات البابا #فرانسوا الأخيرة في قوله :

( اننا من خلال التواضع والبحث الروحي والتأمل والصلاة، اكتسبنا فهما جديدا لبعض العقائد وهي ان الكنيسة لم تعد تعتقد في الجحيم حيث يعاني الناس، هذا المذهب يتعارض مع الحب اللّامتناهي للإله، الله ليس قاضيا ولكنه صديق ومحب للإنسانية الله لا يسعى إلى الإدانة، وإنما فقط إلى الاحتضان ونحن ننظر إلى الجحيم (جهنم) كتقنية أدبية، كما في قصة آدم وحواء الجحيم(جهنم) مجرد كناية عن الروح المعزولة، والتي ستتحد في نهاية المطاف، على غرار جميع النفوس، في محبة الله..!!

ويقول البابا أيضا : ( ان الكاثوليكية "عرفت تطورات مهمة وهي اليوم ديانة حداثية وعقلانية،حان الوقت للتخلي عن التعصب ،يجب الاعتراف بان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور، الحقيقة ليست مطلقة او منقوشة فوق حجر..؟؟

ولانستغرب مثل هكذا تصريحات لأن أشبهها قد صدرت ممن ينتسب الى الدين الاسلامي كذبا وزورا كأبن تيمية الحراني الذي أنكر خلود النار وقد ناقش قضيةالشبهات حول إثبات وجود جهنم والعذاب واليوم الآخر التي أنكرها الإلحاديون سماحة المرجع السيد الأستاذ المحقق الصرخي ( دام ظله ) وقد أبطل هذه العقائد والكفريات من خلال محاضراته العلمية المبسطة المقنعة للجاهل والعالم تحت عنوان:( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عصر الرسول) ..ولكن أقول هنا اذا كانت الكاثوليكية ديانة حداثوية وتتطور وتتغير فهل هذا التطور يلزمهم بأن يتنازلوا عن الثوابت الدينية التي نص عليها الآنجيل أو القران فأذا قلنا نعم فهذا يعني اننا نشجع على القول بتحريف القرآن وكذلك الآنجيل لأنها يمكننا ان نغير ونبدل فيهما مع تطور الزمن وهذا القول لا أعتقد يقبله المنطق ولا العقل ..

وإننا قد أثبتنا بطلان مثل هذه الأفكار المشبوهة في مقالات سابقة وكشفنا الغايات من ترويجها ومن يقف وراءها وهذا كان من خلال ماذكرناه من نصوص قرانية صريحة بهذا الشأن ،واليوم نريد أن نوقف هذا المد الإلحادي والموج الفكري والعقدي المشبوه الذي يضرب الديانات المسيحية عبر رهبانهم المزيفين فعندما يرد تساؤل هؤلاء هل يوجد جهنّم؟ ما هي حقيقتها وعلى ماذا يعتمد اعتقادنا بوجودها ..؟؟ ولكي نجيب بأمانة على هذا السؤال إبحثوا وفتّشوا في الكتب هل يوجد جهنّم،و ماذا يقول العهد القديم ..إن النظرة الكتابية العامة للكتاب المقدّس تتضمّن الإعتقاد في حقيقة جهنم، الأبديّة والماديّة وإن من المثير جدّاً للاهتمام أن نكتشف أن هناك آيات في الكتاب المقدس عن الجحيم أكثر ممّا هناك عن السماء، فلو لم يرد الله منّا أن نعرف حقيقة جهنّم لماذا إذاً يُكرّر الحديث عنها والتحذير منها ،وفيما يلي بعض آيات العهد القديم عن جهنّم:

1- «وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ». (دانيال 2:12) جهنّم هنا توصف على أنها أبديّة!

2- «وَيَخْرُجُونَ وَيَرَوْنَ جُثَثَ النَّاسِ الَّذِينَ عَصَوْا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ، وَيَكُونُونَ رَذَالَةً لِكُلِّ ذِي جَسَدٍ». يصف الكتاب المقدّس نار جهنّم أنها مكان لا تنطفئ فيها النار !

3- «إِنَّهُ قَدِ اشْتَعَلَتْ نَارٌ بِغَضَبِي فَتَتَّقِدُ إِلَى الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى، وَتَأْكُلُ الأَرْضَ وَغَلَّتَهَا، وَتُحْرِقُ أُسُسَ الْجِبَالِ». (تثنية 22:32) يعلن الله هنا أن جهنّم هي المكان حيث يصبّ فيها نار غضبه.!

4- «لِيَبْغَتْهُمُ الْمَوْتُ ،لِيَنْحَدِرُوا إِلَى الْهَاوِيَةِ أَحْيَاءً، لأَنَّ فِي مَسَاكِنِهِمْ، فِي وَسْطِهِمْ شُرُورًا». (مزمور 15:55). جهنّم هي عالم ومسكن الأشرار.!

هذا ماجاء في العهد القديم ولكن ماذا يقول العهد الجديد..أقول إنه إذا كان التعليم الواضح للعهد القديم لا يكفي، فالعهد الجديد لديه الكثير ليؤكد عن جهنّم:

1- «الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ». (تسالونيكي الثانية9:1). جهنم وصفه بالهلاك الأبدي.!

2- «فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ. وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلاً لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ». (رؤيا14: 10-11).جهنم وصفت هنا بالنار.!

3- «وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ. هذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي، وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ». (رؤيا 20: 14-15)وصفت جهنم ببحيرة النار.!

إذن بعض الذين يجادلون بقولهم إن جهنّم لا وجود لها يعتمدون بذلك على أساس إيمانهم بأن يسوع أو عيسى (عليه السلام) علّم الحبّ والسلام، والغفران – وأنه لم يعلّم عن مكان أبدي من العقاب الناري لغير المؤمنين ،الحقيقة هي أنّ العكس هو الصحيح تماما ،قد علم يسوع أكثر عن الجحيم من أي شخص آخر في الكتاب المقدس وجاء ذلك من خلاله قوله :

1- «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ». (متى 41:25)

2- «فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». (متى 46:25).

3- وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. (متى 22:5)

4- فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ ،وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. (متى 30:5-29)

5- فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. (لوقا 23:16-24)

6- لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.(متى 28:10)

7- وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ. (متى 9:18)

وهناك الكثير من الأحاديث التي ذكرها الإنجيل ولايسعنا المجال لذكرها جميعها ،ولكن قد ترد شبهة من هؤلاء المشككين بقولهم هل يوجد جهنّم.. أين العدالة في أبديّة جهنّم..

إن كانت جهنّم حقيقة، كيف يمكن أن يكون وجودها عدلاً.. لماذا يعاقب الله المُحِبّ الإنسان الخاطئ الى الأبد، بينما ارتكب الخطايا لفترة 70-80 سنة..؟ والجواب هو أنّ كل خطيئة في نهاية الأمر هي ضد الله وعدم طاعته وعصيانا لأمره ، الذي هو أبدي ، لذلك بما أنّ الله أبدي ولا نهاية له، فكل خطيئة تستحق عقوبة لانهائية..

نعم الله يحبّ عباده ويريد لكل إنسان أن يخلص من عذابه ومع هذا فقضاء الله هو العدل أيضاً ولن يسمح بالخطيئة دون عقاب ،لهذا السبب أرسل انبياءه ورسله لينذروا اقوامهم من عذاب جهنم في حال عدم طاعتهم وخذلانهم و لكي لا ندفع نحن أجرة الخطيئة، في جهنّم الى الأبد ،كل ما علينا فعله هو أن نضع إيماننا بالخالق وحده ونثق بأنه غفر لنا ووعدنا بمنزل أبدي في السماء، هذا ما أعدّته محبّته لعباده المخلصين ومن أجل خلاصنا إن رفضنا هبة الحياة الأبدية من خلال ربّنا الخالق والابدي، فسوف نواجه العواقب الأبدية لهذا القرار ،وهو موت أبديّ في نار جهنّم إستحقاقا لما أرتكبناه وعصيناه في الدنيا ولايمر ذلك دون عقاب ،وهنا أختم كلامي إن ما نطق به الكاردينال الارجنتيني الذي اضحى بابا الكنيسة الكاثوليكية يمس بأفكار تعتبر (ثوابت) لدى جل المؤمنين ولا يخص الديانة المسيحية فقط بل كل الأديان السماوية .________________

https://youtu.be/47tiVKkl7no

حبيب الكاتب



   نشر في 26 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا