حالة سكون - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حالة سكون

عندما يصبح العمل عبء لا يمكن الحياة معه بعد الأن !

  نشر في 21 مارس 2018 .

تعترينى حالة من السكون التام.. بلا هدف ولا رغبة فى فعل أى شىء, لا أريد أن أذهب للعمل الذى أحببته يوما فقد أصبح الوضع لا يُتصور .. لحظات أمضيها بين قلق وحيرة, بين ألم وانكسار .. رفيقى الدائم فيها هو سريرى

صديق عودنى أن يحتونى فى كل حالاتى من الصباح أو إن شئت قل منذ استيقاظى فليس لى طقس معرف غير أنى أستيقظ لأصلى وأفكر كيف سأقضى هذا اليوم الممل لأعود مرة أخرى له فى المساء, أفتح حاسوبى المحمول وأشاهد مسلسل فرندز للمرة الرابعة فهو سلوتى ومسبب ابتساماتى وضحكاتى يوميا, مع أننى قد أمله وأجدنى لا استطيع فعل شىء .. أنظر فى عيون أهلى وأشبع من حنانهم ومواقفى معهم , أتصنع أنى بخير غير أنى فى وحدة قاتله .. ليست الوحدة التى يغادرها الأشخاص لكنها تلك التى نغادرهم نحن .. نكون فى عالم موازى نرسمه نتأمله نتنفس من خلاله فى لحظات الألم التى تعترينا .

يمر الكثير بمعارك يومية بين نجاح وفشل , حب وخذلان , تضحية وخيانة .. غير أنى أعيش مئات المعارك بداخلى بين صراعاتى مع نفسى ومع مودى الذى أهزمه وأفعل شىء مختلف وفى معظم الأوقات أستعين بالطبخ بالرغم أنى أكون غير جائع ولكنى أصنع شىء لبضع دقائق مارا بتلك المناوشات اليومية مع والدتى التى تعاتبنى برفق لكنها لا تعلم أن ما أصنعه قيمته ليست فيما يمتثل من مادة لكن فيما يصنع بداخلى من تغير.. يبعدنى عن سريرى, يبعدنى عن أفكارى, يجعلنى أندمج مع شىء احبه مؤجلا قرار الحياة الصحية من رياضة وطعام صحى مصبرا ضميرى بأن الهدف أسمى !

أستمتع فى الأوقات التى أخرج بها من المنزل وأتصفح وجوه الناس فى الشوارع والمطاعم.. فى طيات وجوههم أجد نفسى بين لحظات سعادتهم وفرحتهم.. أحس بشعور هذا الشخص القريب منى الذى أحرجه أصدقائه بكلام يضايقه غير أنه مضطرا أن يرد عليه برحابة صدر وإلا سيُتهم أنه غير مقدر للمزحة التى يقولونها, بتلك النظرة من تلك الزوجة التى تكاد تشعر من خلالها أن أنوثتها ماتت وبقى فقط مشاعر الأمومة وأصبحت هى وزوجها صديقان مربيان لأبنائهم.. أسعد كثيرا عندما ألاقى أطفال ألعب معهم وأشاغلهم غير مبالِ بأى تخوف من عائلتهم فأسرق تلك اللحظات معهم بلا تفكير .

معظم الأيام أذهب لعملى الذى أصبح منذ ستة أشهر عبئا لا يُطاق أفكر يوميا كيف سأتركه وكيف سأعمل فيما أحب وأترك القرار كالعادة للمستقبل, بحكم عملى أسافر فى العديد والعديد من الأماكن من محافظات مصر.. بالرغم من الإرهاق الذى يعترينى إلا أننى أكون سعيد جدا بأنى تقريبا سافرت لجميع محافظات مصر الا قليل أستطيع عدهم على يد واحده, بعض العملاء أفرح لزيارتهم وبعضهم يكون كالكابوس الذى تفرح عندما تتخلص منه وتستيقظ لتأخذ أول أنفاس الحرية مع نظرة الأمل التى تعتريك بأنك أخير تحررت , أرى كيف أننا عنصرين فى تصنيفاتنا فقد تعاملت مع كل ممثلى ثقافات مصر من جميع المحافظات وكل مكان فيه السىء والحسن وعيوننا ومواقفنا معهم ترسم بداخلنا تلك الصورة التى لا تفارقنا أبدا وسوف أفرد اعترافا كاملا لمواقف كاملة إن شاء الله .

لا يفارقنى إحساسى بأن شىء ينقصنى.. قد يكون تلك الشعور بأنى أريد ضرب كل شىء من حولى ولا أكتفى بالتفكير فمن وقت للأخر أقوم بتوجيه اللكمات لمكتبتى لدولابى حتى الثلاجة لم تسلم من تلك الطاقه التى أريد إخراجها, أتخيل نفسى يوميا وأنا ألعب ملاكمة ويوما ما سأتعلمها وأمارسها, تعترينى الحيرة أحيانا فيما اريد أن أفعل بحياتى فالحوار الذى لا ينتهى مع أهلى عن إرتباطى العاطفى وأنهم يريدون أن افرحهم وأرتبط ولكنى أكتم تلك الإجابة التى لا أريد أن أصدمهم بها أننى شخص محطم لايستطيع أن يلملم شتات نفسه .. متقلب المزاج يدخل كهفه باستمرار لايريد أن يشارك أحد فى الوقت الحالى قبل أن يحكم السيطرة على ذاته ويأخذ المخاطرة ويترك ذالك العمل الذى يكتفه وينطلف فى الحياة ليفعل ما يريد ويعيش كما يريد, يلعب ملاكمة يصل للوزن المناسب, يحلق كما يريد بين أحلامه التى لا تنتهى .



  • أحمد عيد ناصف
    عاشق للقرأة والكتابة والأعمال التطوعية, أهتم بالتقنية,ريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات, اُحب مساعدة الأخرين واشتركت بالعديد من الأعمال التطوعية مثل فريق سفراء جوجل, انجاز مصر, IEEE و كنت قائد لجنة التنظيم بفريق ليدرز.
   نشر في 21 مارس 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا