بسم الله الرحمن الرحيم
"رز مع الملايكة"!!
لا أدري ما أساس هذه العبارة، نسمعُها منذ كُنا صغارًا، من القَصص والعِبارات التي تتوارث من جيل لآخر دون أن تكون مفهومة للكثيرين، يُقال على شخص نائم أنه "بياكل رز مع الملايكة"، كيف والملائكة لا تأكل!، ولِمَ الأرز تحديدًا!، لا أعلم إن كان لهذا تفسيرًا، ولكنه يبقَى من الطرائف المضحكة.
كان ذلك في الماضي، أيَّام الهدوء وراحة البال، أما الآن فلم يعد النوم لهذه الغاية السعيدة، لقد أصبح النوم وسيلةً للهروب من الواقع والضغط والألم، للهروب من أوقاتٍ لا نريد أن نعيشها أو من أحاسيس نرفض تصديقها، للهروب من أزماتٍ لا نقوَى على مواجهتها، أو للهروب من الوحدة ومحاولة لتمرير الوقت الذي لا نكهة له ولا معنى، نهرب من إدمان التفكير، نكون في حاجة ماسَّة إلى أن نفصل أدمِغَتنا تمامًا عن الواقع، أو نحلُم حُلمًا جميلًا يهوِّن علينا ويُسلِّينا قليلًا، لكن أحيانًا قسوة الضغط على عقولنا تجعلنا نحلُم حُلمًا عنيفًا ليُنفِّس عن العقل الباطن بعضًا من ذلك الضغط.