من منا لا يتعرض لنوبات إكتئاب؟ من منا لا يتعرض لأيام من الانهيار النفسي؟ من منا لا يتعرض لنوبات من البكاء المتواصل لمدة ساعات؟
فكل إنسان لابد أن يمر بكل هذه الحالات و المراحل؛ فهذه هي الحياة، و أنه لمن المُقدر للإنسان أن يتعرض للفرح و يتعرض للحزن، يتعرض لخيبات الأمل و يتعرض للفَلاح. فكيف للإنسان أن يتعلم و يكتسب خبراته و يبني شخصيته إذا كانت حياته تسير على نفس النهج ؟
و لكن مع الأسف مع كثرة تراكم الصدمات، يدخل الإنسان في الثقب الأسود! و يغلق على نفسه في متاهة الإكتئاب.
يدخل الإنسان في تلك المتاهة التي يصعب الخروج منها، تلك المتاهة التي تستغرق وقت قد يصل إلي سنوات للخروج منها.
تلك المتاهة التي يبدأ فيها كل إنسان بمراجعة شريط حياته، و يجلد ذاته و يحاسب نفسه على أفعاله، تلك المتهاهة التي يبكي فيها من شدة الحزن و التعرض للصدمات، تلك المتاهة التي يشعر فيها الإنسان بعجزه و بوحدته حتى وإن كان أقوى شخص في الكون أو أكثر شخص مُحاط بالأهل و الأصدقاء.
و للأسف يخرج الضعيف من هذه المتاهة و هو مُنتحر، و القوي يخرج منها و هو يحاول الصمود.
فوفق منظمة الصحة العالمية ينتحر كل ٤٠ ثانية شخص و مقابل كل شخص مُنتحر يوجد ٢٠ شخص حاولوا الانتحار بسبب الإكتئاب.
و ذلك لأنهم لم يجدوا من يقل لهم "لا بأس".
لا بأس أن تتعرض لصدمات، لا بأس أن تدخل في نوبات بكاء و إكتئاب، لا بأس أن تتعرض لخيبة الأمل أو أن تتعرض للفشل، أو أن تخسر صديق، لا بأس أن تظهر ضعفك لمن حولك، لا بأس من أن تعاني من مرض ما لمدة سنوات. لا بأس أن تمر بكل مراحل الحياة.
فكل ما نمر به في هذه الحياة هو قدر، هو اختبار لابد أن نسعى لاجتيازه. كل ما نمر به في هذه الحياة هو درس ذو حِكمة يعلمها الله وحده.
إن الصدمات التي نتعرض لها هي الأساس لبناء شخصية قوية.
إن حياة الإنسان ثمينة و لا تستحق أبداً الإنتهاء بهذا الشكل.
و كما يقول البعض "الضربة اللي مش بتموت بتقوي".
لا تستسلموا للإكتئاب و تذكروا أن "لا بأس".
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية