وقفت علي أعتاب حجرة الرعاية المركزة و هي تمتم ببعض الأدعية تمسح دموع من وجنتيها تضغط علي كفها بتوتر اربتت تلك اليد علي كتفيها و هي تطمينها بود رفيق درب
" ميرنا "
انا " ميرنا " لم أتوقع أن تتحول حياتي بهذه الطريقة البشعة لأصبح ضحية المرض البشع " السرطان " لم أتخيل يوما أن اقع فريسته رأيت الموت في أعين الجميع امي و رفاقي ساحدكثم عن الليلة الاولي لمرضي حينما شعرت بألم شديد في قدمي فاتجهت الي المشفي لتصدم امي بالخبر الصادم
" بنتك مريضة بالسرطان "
جلسات الكيماوي التي كانت تذهق روحي معها من الألم كنت اري دموع أماه خففي دمعك يؤسفني اني اراكي بهذه الحالة " اشتاق لرفيقتي العزيزة " لينا " التي قابلتها في الليلة الاولي لدخولي المشفي كنت ابكي بشدة حينما قال الطبيب ضرورة بتر قدمي أتت الي وجه ملاءكي يربت علي كتفي مبشرا ما ينتظرني في الجنة رغم ما تعاني لينا من سرطان القولون الا أنها اتت معي لداخل حجرة العمليات كانت تدعمني بعبارتها المحفزة اعطتني مصحفا لاطمئن قلبي و تسكن روحي ودعتها برفق تجفف دمعي لياخذني الأطباء الي داخل العمليات و انا اصرخ من الالم اكتم الامي وراء دمعي
لاول ليلة و انا اسير علي طرفي الصناعي الجديد كنت اري الشفقة في أعين امي التي وقفت بجانبي ضمتني امي برفق
" لا تبكي يا ابنتي وهن العظم و اشتعل الرأس شيبا و انا ابكيكي يا حبيبتي "
" حماكي الله يا امي لا ابكاك الله "
تدخلت " لينا " التي احتضنتني و هي ترفق بي قائلة
" شفاكي الله يا حبيبتي "
مضيت الليالي و انا اتحمل الالم فلا اجزع قد ربط الله علي قلبي و تسكن فؤادي كانت تربت علي كتفاي رفيقتي لينا التي تحملت هي أيضا الكثير اذكر تلك الليلة جيدا نزف الدم مني كثيرا مما اقلق الطبيب خضعت لأشعة لاكتشاف الكارثة الورم الخبيث انتقل الي الرئة كنت مصدومة مما حدث اسمنت فؤادي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم اختلطت دموعي الممتلئة بالدماء أمسكت لينا بكفي و هي تربت علي يداي قالتها لي بحزن
" كل مكتوب و مقدر يا ميرنا "
" صابرة يا حبيبتي علي ما مسني من سوء "
ثم دمعت و انا تفوض امري الي الله قائلة " رب اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين "
سجدت لله و انا ابكي بتضرع و أسموه همي اتي الطبيب ليقطع تضرعي و يأخذ لينا بحجرة العمليات رأيت وجها الملاءكي كما هو ساكنا مسلما بأمر الله و قدره ذهبت لينا الي حجرة العمليات و لم تعود لي "
نزل علي الخبر كالصاعقة ماتت لينا أثناء العملية لعنة الله علي السرطان الذي خطف روح رفيقة دربي ظللت ابكي و امي اهداني فقد ذهبت اليد التي كانت تربتني
اسودت الحياة في عيني ووصلت الي الياس التام قررت أن اكتب وصيتي " امي الحبيبية عذبتك كثيرا معي أنثري الورود علي قبري و اصطفي مع المصلين علي و لا تجزعي يا أماه اصبري و رابطي سالقاكي في الجنة "
ازداد الالم علي جسدي ينهشه بشراسة ذلك السرطان الخبيث نقلومي لغرفة الرعاية كنت لا استطيع التنفس خفق قلبي رويدا حتي سكن عن الخفوت وسط بكاء أماه و انا أراها و أعجز عن الكلام لا تبكيني يا أماه و اعملي بوصيتي انتظرك في الجنة
" النهاية "
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب