ما قبل سقراط
الفلسفة ما قبل السقراطية
نشر في 01 فبراير 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لمن الغريب أن يظن البعض أن الفلسفة تعزو -في المقام الأول- لسقراط، وأن التفلسف بدأ مع سقراط ومن ثم تلميذه أفلاطون وأرسطو تلميذ الأخير! وهذا زعم خاطئ تماماً.
فالتفلسف إذا اردنا أن نضع له بداية، فيمكن إرجاعه للحضارات الشرقية القديمة التي كان لها نصيب كبير في معظم الأفكار التي أصبحت فيما بعد منطلقات لمذاهب فلسفية أو بتعبير آخر، مفاتيح للعديد من المدارس الفلسفية العملاقة. فعلي سبيل المثال:
نجد أن مذهب وحدة الوجود عند إسبينوزا لم يكن إلا طرح هندي قديم، ومعتقد أمنوا به.
وإذا أردنا أن نضع سرداً بسيطاً لما قامت به كل حضارة من مناقشة لبعض الأطروحات والمعضلات التي لازالت حيز الطرح والمناقشة حتى يومنا هذا، فيمكن أن نبدأ بالحضارة المصرية القديمة ..
فنجد المصريين القدماء قد ناقشوا مشكلة المصير الإنساني، وخلود النفس التي توسع فيها أفلاطون وفلاسفة الإسلام مثل أبن سينا وأبن رشد. كما تعمقوا في فكرة الثواب والعقاب، وكذلك تنظيم الحياة الخلقية. وتجلى إبداعهم في العلوم المختلفة التي لم تقف عند حد النظرية بل والتطبيق، وهذا ما ينجلي في العمارة والهندسة والتي لازلنا حتى الآن عاجزين عن كشف غموضها.
وإذا إنتقلنا لبلاد فارس، لوجدنا جذور المذهب الثنائي، حيث تبنت بلاد فارس الفلسفة الثنائية؛ الخير والشر، النور والظلمة.
وفي بلاد ما وراء النهرين، نكشف أهم فكرتين على الإطلاق؛ فكرة الزمان من خلال تضطلعهم بعلوم الفلك. وفكرة القدر التي نجدها بصورة أوضح في الصراعات الفكرية بين المعتزلة والجهمية والأشاعرة وباقي الفرق الإسلامية.
وفي الصين، يتجلى لنا كونفوشيوس الذي قاد أول حركة تعليمية إجتماعية أخلاقية، والذي قال بالوسط الخلقي قبل أرسطو. ولاو تسو في إهتمامه بالماورائيات.
وإذا إنتقلنا لبيئة سقراط، لوجدنا من سبقوه في مضمار التفلسف، حيث الأيونيون والفيثاغوريون والإيليون.
ويمكن أن نقول في النهاية أن التفلسف بدأ منذ القدم، لكنه تشكل على يد المعلم سقراط، فهو من أكسبه القيمة واصاغه في قوالب متينة كُشفت لنا على يد تلميذه الأمين أفلاطون.
-
محمد شريفقد أُعدم مثل سقراط أو أُصلب كالحلاج. من يدري ! أنا مزيج من التصوف والعدم ..