لم أكن أنوي يوما أن أكتبك ... لم أفكر قط أنك تستحق أن أكتب عنك ... و لكن لأنك اليوم بخير من دوني، أو تدعي هذا، أردت أن أهديك الحقيقة ...
بمناسبة زواجك سأخبرك بكل ما يقض في داخلي ... بكل ما لم تسمح لي بقوله مرة واحدة أولى و أخيرة ... لأني أخبرتك يوما أني لا أعترف بكل شيء إلا عندما أكتب بلغتي و أنا كل ما قلته بلغة أخرى لم يكن كذبا و لكنه لم يكن يوما الحقيقة كاملة ...
أنت لم تحبني يوما ... على الأقل ليس بكل ما أحمله بداخلي ... أنت أردت فقط ما أريتك و أنا أريتك فقط ما تستطيع أن تتحمل ...
كنت في نظرك أنا الثائرة عن الحياة التي تستطيع أن تجعلك تضحك من دون أن تحاول حتى ... جذبك في كل ما لم تملكه أنت و لكنك لم تنظر لأبعد من ذلك ... فأنا من اسعبدتني حريتي، كيف اعتقدت أني قد أتخلى عن كل ما هو أنا لأكون معك ...
ما آلمني في كل هذا ليس ما اعتقدته عني بل جرحك لي بصدقي ... كيف استطعت أن تفعل ما فعلت و أنا التي كنت أحاول صدقا أن أخبرك أني لا أليق بمقام رجل تسري عروبة جاهلية في دمه ... رجل لا يعرف إلا كيف يستعبد أنثى ...
كانت عقوبتك أن أدعك لد الباب واقفا دهرا ... أن لا تدخل و لا تخرج ... أن لا أغفر لك و لا أكرهك ... كنت سأعذبك بتعلقك بي ... كان عليك أن تدفع ثمن صدقي ... و لكني تجاوزت الأمر و اتخذت اللامبالاة سبيلي و لم أخبرك يوما لما غادرت ...
كان هناك قدر على مقاسي جنوني ينتظرني عند النهاية و ذهبت إليه، كما أفعل دائما ... لم أكن أريد أن أجازف بكل حظوظي في لعبة خاسرة، في رهان أعلم علم اليقين أني لن أربحه ... لم أكن أريد أن أكره نفسي ...
لذا بمناسبة زواجك أخبرك أني سعيدة لأجلك ... لأنك مضيت قدما و لأنك تستطيع أن تبتسم ... أو بالأحرى أخبرك أني سعيدة لأجلي ... لأني فعلت الصواب يومها ...
-
شــــــــروقأحب الكتابة بالإضافة للكثير من الأشياء، أحبها فقط و لا أحترفها ... أكتب لأكون أنا ... أحلم بوطن و الوطن غائب غير موجود ... ...