تنوية | العودة إلى يوتوبيا سلسلة من 5 مقالات، المقال الذي ستقرأونه الآن هو الثالث، وروابط المقالات السابقة تجدونها في النهاية،، أما الآن لنبدأ إستعادة 'سفينة نوح'.
في المقال السابق إنتهى الأمر بآدم وقد تفهم أن الخليقة أصلُها عقد، طرفيه هم الخالق والمخلوق وبنوده بسيطة للغاية، 4 أوامر بدايتهم إنعزل ونهايتهم مُت مرورًا بالتغيير وحمل رايته للعالم بعد الخروج من العزلة، أو الأدق الخروج بها.
العزلة
كان لآدم محاولات عدة سابقًا في الإنعزال عن كل ما يحيط به، إناس وأفكار وتأثيرات وغيرها، ولكن تلك المرة كانت للعزلة شكلًا مختلفًا في مخيلته، أصبحت مكان حقيقي، مجتمع جديد بأفكار أكثر منطقية من ذلك الذي يعيش به الآن، نعم عزلة جامعة وليست منفردة.
ما الذي سيحدث إذا إستطاع آدم أن يأخذ معه طبيب ومُعلم ومُزارع وكيميائي ومهندس.. الخ، شخص واحد يمثل فئة عاملة ومنتجة داخل المجتمع القديم، يرحلون إلى يوتوبيا الخاصة به، بداية جديدة للبشرية نقطتها الأولى في أرض بعيدة، لا يلوثها حروب وصراعات وشر، تردد على مسامعه كثيرًا قصة المدينة الفاضلة، وبالطبع تتبعها وصلة من السخرية والإحباط والإتهامات بالمثالية والخيال، المثالية والخيال إتهامات !، 'يجب أن أُسرع في بناء مدينتي تلك'.. هكذا قال آدم حينما تأكد بأن مجتمع لا يرى في المثالية والخيال حياة هو مجتمع ميت بكل تأكيد.
الأمر أشبه بسفينة نوح، ولكن الإختلاف قد يكون في مصير من لم يحالفه الحظ في اللحاق بالسفينة، قديمًا غرق من لم يصعد على متنها، أما سفينة يوتوبيا «المدينة» فهي أشبه برحلة لإكتشاف علاج والعودة مرة أخرى إلى الأراضي القديمة لحقن الناس به.
بناء وعلاج وتعليم وأكل وتعمير ومرح.. كيف ذلك وما الذي سيدفع هؤلاء للرحيل مع آدم بسهولة وترك بضع سنين من الأصدقاء والذكريات والأحلام، آدم ليس نبي ولا كاتب روايات خيالية فالعلم والمنطق هما أول الواصلين إلى مدينته الجديدة لإستقبال ساكنيها ومعمريها الجدد.
هل سمعتم يومًا بمشروع فينوس «قصة التغيير»؟
المقال القادم سيلخص المشروع تمامًا ويوضح بأنه كما في الخيال حياة، فللخيال منطق أيضًا يصنع تلك الحياة.
وللحديث بقية،،
رابط الحلقة الأولى 'يوتوبيا الأولى' من هنا | https://goo.gl/p3toiP
رابط الحلقة الثانية 'ظهور آدم' من هنا | https://goo.gl/GFxcdV
-
Belal Hammamكل شخص مُكتفي بكل شئ