على شفا الرحيل
هيام فؤاد ضمرة..
لا وقتَ باتَ يُسعِفُني
لا حُلم يَتَوَجسُ أسِفاً رَحيلي
على احتِمالاتِ الغيظِ فريا
عسَى اللهُ ألا يَرُدَني إليه
بعد طولِ عناءٍ إلا مُكَرَّمةً
بالعلياءِ فوزها سَخياً
وهذا النجم يُلاوِعُ مَسرَبهُ
يغضُ الطرفَ كأنما
تعتريهِ ظلالَ وهمٍ رَديا
ليُومِض في غيرِ مَتوني
فيَشرئِبُ عِنادَهُ قوياً
عَينايَ تتبعُ رحيلَ حظي
وتبحثُ في الآفاقِ
عن بقايا ما يَلتقِطهُ لحظي
إذا ما نادَتهُ
مِنْ وَراءِ السِّتار عَشتار
جافاهُ النوم حَريا
وحطّ بطوقِهِ لهيب الإنصهار
وأنا التي جَمَعَتْ بأوعِيةِ زهرِها
وُرًوداَ ناظرتهُ بأفقِ الأشعار
لتُشعِلني بأركانِهِ ضياءاً نقيا
ونوراً سارحاً بالعيون
شموعٌ تُذيبُها مراسم جنوني
ودموعٌ إذا ما انداحَتْ
على أجرافِ المدى
مزجَتْ عذاباتَها في ماعوني
فيا عيوني يا شفق الغياب
يا احمِرَار الأرق والعتاب
يَحُطّ سعيرَهُ عند كلِّ احتدام
ويقرَّ مَسعاهُ بعد كلِّ خِصام
أين مني زمجرةَ لوعاتي
وأنتَ لا ترَى بأحزَاني
نزف شرياني
كمِثلِ أيُوب
تُمَزِقُهُ لوعاتَ الدُرُوب
يَستَقي الصَّبرَ بخَلجاتٍ حَدُوب
فتنسَى وأنتَ تزرَعُ بي الأسى
أنَّ حِسِّي ما زالَ بكَ مُقيَّدا
وأني لو جَسَّدولي الحُسْن بسوَاكَ
ما رأيتهُ إلا شَبحاً مُضَلِلا
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية