عشت حياتي كلها أفعل ما أشاء لم أفكر أبدا فيما سيقوله الجيران الأقارب الصديقات الأهل أو المجتمع و حتي أبي رحمه كنت أسلك هذه السياسة معه "افعل فعلتي ثم أخبره بها" فكان يبارك ايحانا و أحيانا  كان يغضب و انتهي...

إلي كل مسلم أقولها حرر نفسك بوصفة محمد عليه الصلاة و السلام و أفعل ما شئت بحسب ما تفكر فيه و طبقا لم تؤمن به.

لا تجعل من ذهنية وثنية متخلفة تتحكم في سلوكك، أعراف مجتمعاتنا لا تمت بصلة لديننا الحنيف فلا تدفن نفسك حيا لترضي الآخرية و هي غاية لن تبلغها.

إنتصر لأفعالك..تنتصر هكذا لخالقك تعالي...

لم تخلق لتكون عبدا لأهواء الآخرين و لا لمفاهيم الآخر...

خلقت حرا و لا بد أن تحافظ علي هذه الحرية عشها حرا طليقا، إفعل كل ما يمليه عليك ضميرك و فطرتك السليمة و تجاهل رأي الآخر فيك...

ما يهمك فقط حكم الله عنك و فقط.......................

لم يسجن عبدا مثل المسلم، لم يهان شخص مثل مسلم هذا الزمان، العدو و الصديق يطالبانه بأن يعيش وفق وصفات غريبة عنه تمجه نفسه و لا يستسيغها عقله...

شخصيا و من تجربتي كلما كنت أتصرف بمليء إرادتي و بشكل صادم أحيانا للآخرين كنت اشعر بصحة موقفي و يوفقني الله تثبيتا لي....

سأروي لكم اليوم واقعة علي مراحل و أعتبروا قراءنا الكرام :

1-نحن في بلاد المسلمين لدينا إنطباع عام بأن العلاقات بين الجنسين في الغرب لا أخلاقية بإمتياز إلا أنه يتعين علينا تصحيح هذا الإنطباع فهو خاطيء.

في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تأوي منطقة سيليكون فالي كبار الشركات و مجمعات تكنولوجيا الإتصال و جل رؤساءها رجال إلا انه في إحدي الإجتماعات لاحظ رجل أعمال شاب حضور سيدة أعمال شابة كانت المرأة الوحيدة بينهم. تابعها بنظراته طوال الإجتماع السنوي الإستشاري و شعر فورا بإنجذاب قوي لها.

حاول أن يتعرف عليها مباشرة، فشل فقد قبلت فقط ان يتحدث معها في شؤون العمل و رفضت رفض تام أن يسألها عن حياتها الشخصية..

2- إحتار الرجل الأعمال الشاب في كيفية إقامة علاقة مع زميلته الشابة السيدة الأعمال، ثم صبر نفسه بأنه سيراها لاحقا في إجتماعات و مناسبات أخري إلا أن الشهور تمر و لم يلتقيها إلا مرتين و في المرتين صدته بأدب لكن بحزم فقرر أن يسلط عليها مخبر خاص :

"أريد معرفة كل المعلومات حول حياتها الشخصية، أريد كل شيء عنها."

بعد تحقيق دام شهران، علم الشاب الرجل الأعمال الأمريكي أنها شابة عزباء و لم ترتبط ابدا برجل و انها اسست شركتها بمعية أخيها الذي تنازل لها عن أسهمه عند نجاحها و أنها توزع حياتها بين عملها و رعاية أبيها المريض بمرض ألزهايمر...

3- فقرر فورا أنه سيتزوجها "هي من أريد و لا إمرأة أخري سواها." و برمج معها لقاء مهني، قبلت علي مضض و عند اللقاء و الإنتهاء من حصة العمل، باغتها بإعلانه :

-يجب أن تعلمي بأنني نويت الزواج منك و مع رجل مثلي لن تستطيعي الرفض أو الهرب فمصيرك محتوم لا بد ان تقبلي بي !!!

كان يقول لها هذا الكلام و هو في حالة خوف شديدة من انها ستقوم من علي مقعدها و تنصرف لتتركه يهذي وحده.

إلا ان الشابة رفعت عيناها عليه، و بدت في عينيها معاني المفاجأة التامة ثم علت ملامحها إبتسامة خافتة و سكتت هنيهات ثم ردت :

-طيب اقبل بك زوجا لكن عدني بأن حياتنا لن تكون علي هذه الشاكلة أن تضعني في كل مرة أمام الأمر الواقع.

فأنفجر ضحكا الشاب الأمريكي و كاد يطير فرحا و سارع بطمأنتها :

-إطمئني سأكون معك في غاية التفهم و المحبة و سنناقش كل القضايا بهدوء و حكمة.

بعدها بأسبوع تزوجا...

هذه الواقعة تعبر فعلا عن روح ديننا الذي يلاءم كل زمان و مكان و قوم و عرق...ليتصرف العبد وفق قناعاته الخيرة و ليكسر إصر التقاليد البالية و ليذكر الجميع أنه إبن عصره...............................

هذا أول مجال أدعو فيه شبابنا :

إركل العالم ركلة و أفعل ما أنت مقتنع به..................