الأشخاص:

العراق: صدام حسين (الرئيس) ؛ طارق عزيز (وزير الخارجية).

الولايات المتحدة الأمريكية: جورج بوش الأب ؛ جيمس بيكر (وزير الخارجية)؛ نورمان شوارزكوف ( قائد القوات).

روسيا: جورباتشوف ( الرئيس ).

مصر: حسني مبارك ( الرئيس ).

الكويت: الشيخ سعد عبد  الله الصباح (ولي العهد).

البداية:

  في أغسطس 1988 انتهت الحرب بين العراق وإيران ( حرب الخليج الأولي ) بعد ثمان سنوات من اندلاعها؛ وكانت العراق قد اقترضت من دول الخليج عامةً ومن الكويت خاصةً مبالغ طائلة -تُقدر بمليارات الدولارات- لدعمها في استكمال الحرب مدعيةً حماية دول الخليج من غزو إيران.

 وفي عام 1990 طلب صدام حسين من دول الخليج عقد اجتماع قمة في بغداد؛ وطلب صدام من دول الخليج والكويت تخفيض قيمة الديون أو إسقاطها كليًا عن العراق لعدم قدرتهم علي السداد؛ ؛ وقد أشار في حديثه إلي أن هناك دولًا مخالفة للاتفاق الذي وقع بين دول الخليج لتخفيض معدل استخراج النفط حتي يزداد سعره وتتمكن العراق من بناء اقتصادها المتهالك بعد الحرب.

  ازدادت لهجة صدام حِدة علي الكويت وعن مخالفتها؛ وازداد ضغطه عليها في المطالبة بإسقاط الديون مستخدما في ذلك الملك فهد كوسيط؛ والذي حاول قدر الإمكان من تهدئة الأمور حتي توصل _ علي حسب روايته_ إلي وعد من صدام بأنه لن يتدخل عسكريا في الكويت.

الغزو:

   في الثاني من أغسطس عام 1990 قام الجيش العراقي باحتلال الكويت والسيطرة علي جميع مراكز القوي فيها واعتقال ألاف الكويتيين ؛ وكان المشهد الأبشع الذي تكرر كثيرا هو مشهد إعدام المعتقلين الكويتيين _بعد تعذيبهم_ أمام منازلهم وذويهم؛ وقد أعلن صدام ضم الكويت إلي العراق لتصبح المحافظة العراقية التاسعة عشرة؛ وعينَ عليها محافظًا يُدعي علاء حسين.

  بالتأكيد ازدادت مخاوف الملك فهد من غزوٍ محتملٍ للأراضي السعودية وخاصةً بعد أن أخلَ صدام بوعده وسبب له احراجًا كبيرا وموقفًا صعبا ( علي حد روايته)؛ وبالفعل بدأ الملك بطلب العون من الولايات المتحدة الأمريكية التي سرعان ما أرسلت قواتها إلي الأراضي السعودية بقيادة نورمان شوارزكوف؛ وقد كلف الملكُ الأميرَ خالد بتولي قيادة الجيش إلي جانب شوارزكوف.

القمة العربية:

 وعُقدت القمة العربية وتم الاتفاق علي تكوين تحالف عربي إلي جانب السعودية وأمريكا لتحرير الكويت؛ وقد وافق علي القرار 10 دول بينما رفضته 9 دول أخري.

 يروي الأمير بندر  ما حدث بين أحد المسئولين السعوديين والرئيس السوري حافظ الأسد عندما قرر المشاركة في التحالف؛ ذلك القرار الذي أثار دهشة الجميع حتي السعوديين أنفسهم؛ فمن المعروف أنه كان للعراق دورًا كبيرًا في وقف الزحف الاسرائيلي إلي دمشق في حرب عام 1973؛ ولكن يقول بندر أن حافظًا سأل سؤالًا واحدًا فقط وهو ( هل تثقون بأن الأمريكان سيكملون المعركة للنهاية؟ ) وقرر حافظ الانضمام للتحالف عندما سمع الاجابة ب ( نعم ).

  دعوني في البداية أنقل لكم ما طالب به الرئيس صدام مقابل الانسحاب من الكويت؛ طالب صدام بانسحاب الكيان الصهيوني من الأراضي الفلسطينية مقابل خروجه من الكويت كشرط غير قابل للتفاوض؛ مما جعل الأمور أكثر تعقيدًا.

  وهُنا أدرك الجميع أنه لا مفر من الحرب؛ وبقي التصويت علي قرار مجلس الأمن بالموافقة ولكن صدام لم ينتظر؛ فقد بادر صدام بإظهار أول أوراقه وإرسال  طارق عزيز  _ ذلك الدبلوماسي المحنك الذي أثار اعجاب الأعداء قبل الأصدقاء؛ والذي راودتني كثيرا فكرة أن أكتب عنه مقالًا مفصلا_ إلي روسيا لإقناع الروس باستخدام حق الفيتو عند التصويت علي قرار ضرب العراق وكاد ذلك أن ينجح فعلا ولكن..........