إقتصاد الوهم ... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إقتصاد الوهم ...

قصة سيطرة امريكا على العالم

  نشر في 21 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

رأينا في المقال السابق كيف ارعبت أمريكا العالم بسلاحها النووي وكيف خرجت من الحرب كقوة عالمية صاعدة كخروج طائر العنقاء الاسطوري من الرماد في الوقت الذي خرجت فيه باقي دول العالم منهكة القوى على غرار الاتحاد السوفيتي الذي اضحى دويلات لا يكاد يجمع شتاتها .

وبعد النصر الكبير لم يكتفي الامريكان بالاحتفال وتلاوة الاشعار وتأليف أغاني النصر كحال الشعوب العربية ، بل إنتقلو الى الخطوة التالية مباشرة ودون هوادة ، الهيمنة على العالم ، وذلك لأن الولايات المتحدة منذ تأسيسها على يد الآباء المؤسسين ، بنجامين فرانكلين وعصبته من الماسون ، قد وضعت حجر الاساس لمشروع كبير يتجاوز الزمان والمكان هدفه الوحيد السيطرة على العالم.

ولم تكن هناك من فرصة مواتية اكثر من فترة بعد الحرب .

قبل انتهاء الحرب بسنة واحدة اي قبل إلقاء القنبلة النووية التي تحدثنا عنها سابقا ، كانت هناك ترتيبات جارية على قدم وساق لتشكيل عالم ما بعد الحرب ، لعل من ابرز محطاتها مؤتمر bretton woods عام 1944 الذي جرى خلاله فرض شكل النضام العالمي الجديد وإبراز ملامح وأدوات الوحش الامريكي كمنضمة الامم المتحدة والبنك الدولي وحلف الناتو وعلى رأسهم الدولار الامريكي وما ادراك ما الدولار الامريكي، الذي هو موضوعنا الاساسي لهذه الامسية .

في سابق عهد الدولار ومنذ إنشاءه سنة 1862, لم يكن سوى عملة ورقية كبقية العملات مساوي أوأقل من العديد منها ، إلا انه وبعد اتفاق بريتن وودز تم تنصيب الدولار كعملة اساسية ومرجع إجباري لبقية العملات سواء شاءت الدول ام أبت ، فالقواعد العسكرية والاساطيل المنتشرة في جميع انحاء العالم ومنصات الصواريخ المصوبة نحوها هي من كانت تحرس هذا الاتفاق

والعامل الآخر المهم ايضا هو امتلاك امريكا لمعضم احتياطي العالم من الذهب بنسبة 75% ، ونظرا لارتباط الدولار بالذهب حسب نظام الصرف انذاك فقد وجدت دول العالم عذرا معنويا ورفعا للحرج لربط عملاتها الاجباري بالدولار الامريكي وشرائه كمدخرات وإحتياطي صرف وكذا إيداع احتياطاتها النقدية في البنوك المركزية الامريكية,

وهكذا بدأت رحلة الدولار كأقوى عملة في العالم ،

وبحلول سنة 1956 دخلت الولايات المتحدة حرب الفيتنام لإحتواء المد الشيوعي الذي عاد للضهور مجددا ، وبسبب طبيعة الحرب المكلفة وجدت أمريكا نفسها في عجز مالي خانق وتهديد حقيقي لنفوذها العسكري والاقتصادي ، كما لم يعد الذهب المكدس لديها كافيا لتغطية مزيد من الدولارات...

لذا أضطرت لتنفيذ خطوة اقتصادية تمثل سابقة خطيرة في نضامها المصرفي وهي طبع كميات اخرى من الدولار اكبر بكثير من كمية الذهب الموجودة لديها لكي تغطي العجز النقدي الناجم عن الحرب

وسار الأمر على ذاك المنوال فترة من الزمن ، علما أن دول العالم كانت تتداول الدولار على اساس قيمته من الذهب في الخزائن الامريكية ولم تكن تدري انه مجرد اوراق ..وإنطلت الخدعة على الجميع الى ان اكتشف احد قادة الدول الخدعة في سنة 1971 وهو الجنرال الفرنسي شارل ديغول رغم انشغاله بالحرب معنا في تلك الاثناء ، وقام فورا بطلب استبدال دولاراته بقيمتها من الذهب حسب ما يمليه نص اتفاق بريتن وودز ،

ولأن امريكا كانت غارقة في مستنقعات فيتنام فلم تستطع الا ان تلبي طلب فرنسا، وبسبب خشيتها الشديدة ان تحذو باقي دول العالم حذو فرنسا جاء البيان التاريخي للرئيس نيكسون او ما يسميه الاقتصاديون صدمة نيكسون الذي اخبر فيه العالم عن فك امريكا لإرتباط عملتها بالذهب وتنصلها من اتفاق بروتن وودز ، وبذلك عاد الدولار من جديد لسابق عهده كعملة ورقية عادية كبقية العملات ، لكن كان الاوان قد فات نظرا لتحول التعاملات المالية العالمية الى الدولار وكان صعبا جدا التخلي عنه خصوصا تحت حراسة الاساطيل الامريكية القابعة في موانئ معضم دول العالم ،

ولم يلبث الدولار على هذا الحال حتى عاد الى قوته بل اقوى من ذي قبل بفضل حبل الانقاذ الذي إمتد له من عمق محيطنا العربي والذي مهد له الطريق لإعتلاء عرش العملات وأهداه مفتاح خزائن الارض على طبق من ذهب ...

ماهو هذا الحبل السري؟

هذا ما سنعرفه بالاسبوع المقبل بحول الله تعالى

وفي الاخير اتمنى لكم نهاية أسبوع هادئة ايها الاخوة الاعزاء .

#رابح_جدو



   نشر في 21 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا