قد لا تكون تجارب الإقتراب من الموت عبارة عن موت كامل يرجع منه الأشخاص ليخبروننا عما يوجد هناك في الطرف الآخر .. فبعض الباحثين وحتى بعض من خاض في التجربة، فهموها بشكل خاطئ بأن ما يحدث هو خروج تام للروح أو النفس!

لكن الحقيقة هي أنها عملية انفصال مؤقت وغير تام، تستطيع النفس في هذا الانفصال أن ترى نوع من الرؤى والمشاهدات لجوانب من عالم آخر.

هذه الرؤى يشترك في بعض تفاصيلها الكثير من الأشخاص من مختلف بلدان العالم .. مما يجعلنا نرى بأن تجارب الاقتراب من الموت | نظرة أكثر قرباً للموت الذي لا نعرف عنه الكثير (حيث تكلمت أكثر عن الموضوع في المقالة) .. بأنها تجارب فريدة، لا تحدث للكثير، ويمكن استشعار بعض الرسالات منها.

لنبدأ ببعض هذه القصص

د. سحر من السودان

فى منتصف شهر أبريل تم نقلي بصورة عاجلة إلى المستشفي، وهناك أخبروني أنه كان هناك ما يعرف بحمل خارج الرحم وأدى إلى إنفجار قناة فالوب مما أدى إلى حدوث نزيف داخلى أفقدني الوعي.. 

المهم في الأمر أني بعد أن أفقت من تخدير العملية الجراحية العاجلة التى أجريت لي، أخذت أحكي لزوجي كيف أني عندما فقدت الوعي في المنزل شعرت بأني انتقلت إلى عالم آخر، كان عالماً جميلاً يسود فيه سلام وأمن عجيبين. لم أشعر بهذا الشعور أبداً في حياتي، كما كان الطقس رائعاً للغاية، والألوان من حولي بديعة .. ألوان لم أرها أبداً في حياتي.

وأذكر أني في ذلك العالم كنت أتحدث مع أناس لوقت طويل جداً، أناس لا أعرفهم بل ولا أذكر أشكالهم، ولا أذكر فيماذا كنا نتحدث .. كل ما أذكره أننا نتحدث في موضوع جميل، وكنا فى غاية السعادة والهناء، ولفترة طويلة وكأنها لشهور.

بعدها شعرت بضيق شديد عندما أيقظني زوجي من غيبوبتي، شعرت بأن هذه الحياة ضيقة وقذرة ومقرفة للغاية، وتمنيت لو كان بإمكاني البقاء هناك للأبد .. استغرب زوجي كثيراً لحديثي وقال لي أن فترة إغمائي لم تزد على ثانيتين لا أكثر!

محمد فاروق من مصر

وقع لي حادث سير حيث انقلبت السيارة .. وفي أثناء انقلابها تذكرت كل شيء بكل التفاصيل، وبكل دقة، وذلك منذ مولدي وحتى وقت حدوث الحادث. وتذكرت جميع الأشخاص اللذين عرفتهم، بمن فيهم من رأيته مرة أو مرتين، وكذالك جميع الأحداث المهمة وغير المهمة .. حتى عندما كان عمري أقل من عام ونصف تذكرته!

كل ذلك مر عليّ كشريط سينمائي يعرض كصور وفلاشات خلال 15 ثانية فقط، وعندما خرجت من السيارة وأنا بكامل وعيي أحسست أننى لم أكن بداخل السيارة، أو بمعنى آخر أننى كنت موجود وغير موجود، إنه إحساس يصعب شرحه ....

جلوريا من الأرجنتين

مررت من خلال نفق ووصلت إلى حديقة. كنت أسير بقرب رجل جميل للغاية يقدم إلىّ المشورة كل حين .. نظرت إليه وتعجبت من وجوده وسألت نفسي كيف يمكن لرجل بهذه الوسامة وهذا والذكاء أن يهتم بي! كان يتحدث إليّ، ولكن لا أتذكر ماذا قال لي. ربما كلماته وصلت الى روحي. 

الشيء المثير للتساؤل هو أنه لم يعطني إحساسا بالذنب. لقد حاولت الإنتحار وكان هو يتحدث إليّ وكأنني لم أرتكب خطأً كبيراً، ونصحني بأن أتصرف بصورة أفضل. كنت أتحدث إليه بينما نسير معا، فجأة طلب منى أن أذهب وألحق بمجموعة من الأشخاص. ورغم أني لم أكن أرغب فى مفارقته إلا أنني أطعته. ثم ذهبت إلى أولئك الناس الذين أشار إليهم. كانوا مجموعة من الشباب يرتدون ثيابا بيضاء. أتذكر أنهم كن نساءا، لا أتذكر وجود أى رجل بينهن.

برايان من فرنسا

بدأت حياتي تعرض أمامي بسرعة الفلاش، وفقط الأحداث الجيدة فيها وليست السيئة. أتذكر أنني إرتطمت بالأرض ثم شعرت بالدفء يغمرني. كنت داخل نور مشرق جدا وحاني، كنت محاطا بشعور جيد. ليست لدي كلمات أستطيع أن أصف بها شعورى آنذاك. ذهبت داخل نور ثم جاء جدي معي ممسكا بيدي. كان جدي قد توفي قبل سنوات قليلة وأنا الآن معه ممسكا بيده!

هناك تجارب أخرى عديدة يمكن قراءتها على موقع nderf (المتخصص في هذا المجال) تصف مثل هذه الأحداث وهناك تجارب أخرى أقل عددا تعتبر تجارب غير محبذة بتاتاً!

        ... وعلى أي حال سيظل الموت غيباً لن نتمكن من معرفة أسراره بالكامل ...

لكن الكثير من التجارب تصف شيء من السلام والحب غير المشروط، الذي يمكن أن يغير نظرتنا للطرف الآخر، وربما يشجعنا على البحث عن هذا السلام والحب حتى في حياتنا الشخصية الآن، وأن نعمل على أن نكون جزء من هذا السلام والتقبل والحب. ولو على مستوى شخصي 🙂