أهل التفكير العلمي يبدأون التفكير من العناصر الفكرية الصغيرة وتلك المتناهية الصغر، يساعدهم في ذلك تمتعهم بموهبة التفكير التباعدي لا الأحادي.
أما أهل الخرافة فيبدأون بالتفكير العمومي كتكفيرهم في (الدولة والخلافة ونحو ذلك) يساعدهم في ذلك تفكيرهم الأحادي وعجزهم عن التفكير التباعدي ودوافع أخرى.
ولذلك أنصح دائما بنتاج محمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراز وعبد الحميد ابن باديس وأمثالهم، على خلاف سفهاء هذا العصر ممن يعتبرهم الإسلاميون علماءَ ومفكرين! وهم في الحقيقة سبب استمرارية كل بلاء تعيشه أمتنا.
نشر في 09 غشت
2015 .
التعليقات
خالد المرسي
منذ 9 سنة
أحد القراء يسأل: اوافقك كل الرأى بس التباعدى الا أحادى ده موضوع كبير اوى محتاجين من سيادتك توضيح اكثر.
وجوابي هو: الله فرق بين الإنسان والحيوان بأن خلق الإنسان على قدر من التفكير التباعدي أي إنه يقدر أن يبتعد بتفكيره ونظره إلى مساحات بعيدة عن نظره القريب فيفكر فيها ويحللها ويتعامل معها فيعرف ما يكمن فيها من فرص فينتهزها أو مخاطر فيحذرها، ولذلك استطاع جنس الإنسان أن يصنع أدوات كثيرة كأدوات الطهي وبناء المساكن واختراع أصناف الملابس وأمثال ذلك؛ على خلاف الحيوان الذي لم يمنحه الله موهبة التفكير التباعدي. ولكن حين أُفرق بين هذين النمطين من التفكير على مستوى الإنسان فيكون المقصود هو تمييز بعض البشر الذين منحهم الله قدرًا عاليًا من القدرة على التفكير التباعدي بخلاف بقية البشر الذي لم يحظون بهذا المستوى العالي من التباعد وإن حظوا بالمستوى الأقل منه الذي جعلهم يتميزون عن جنس البهائم. فالمهن البشرية المختلفة منها ما يستلزم قدر عال من التباعدية ولا يصلح لها من كان تفكيره أحادي، فمثلا مهنتي صانع الأحذية وصانع التقنية الحديثة، الأول يبتعد بتفكيره حين يصنع الحذاء إلى مستويات تعلمها في مهنته فيصنع الحريمي والرجالي وينوع من الموديلات ويطور فيها، لكن صاحب المهنة الثانية يحتاج إلى أن يبتعد بتفكيره أكثر وأكثر بالمناسبة مع تعقد مهنته (وهي التقنية الحديثة كأجهزة الكمبيوتر والمركبات الفضائية) ولذلك يكون تأهيله المهني والعلمي أعقد وأوسع من تأهيل صانع الأحذية، فإذا تعامل مع جهازه الالكتروني أو مركبته الفضائية ووجد فيها مشكلة تحتاج إلى حل أو كان الجهاز سليما وأحب أن يطوره فيجب عليه الابتعاد بتفكيره في مساحات ومناطق كثيرة لها علاقة بتفاصيل هذا الجهاز ويقلب النظر فيها فيخترقها بفكره يصول فيها ويجول ويفككها ويحلل عناصرها الدقيقة ليعرف ما ينتظره فيها من فرص ينتهزها أو معوقات يجب عليه الحذر منها ومن آثارها. الله -سبحانه وتعالى - لم يخلق كل البشر بهذا القدر العالي من التفكير التباعدي التركيبي ولكنه ميز بعضهم بهذه الموهبة الفكرية، وبالطبع حين يأتي صانع الأحذية - العاجز عن التفكير التباعدي - ليشغل مكان صانع التقنية فمعنى ذلك أنه سيخربها!! فكذلك شأن الإصلاح الفكري والاجتماعي الإسلامي لايينجح فيه إلا أهل التفكير التباعدي، والآن في مجتمعاتنا العربية أغلب من يسيطرون عليها وعلى قمم الهرم الفكري والثقافي والسياسي فيها هم العاجزون عن التفكير التباعدي، ولذلك صرنا مجتمعات متخلفة مترعة بالصراع المذهبي والكراهية والفقر والجهل وكل الأمراض
وجوابي هو: الله فرق بين الإنسان والحيوان بأن خلق الإنسان على قدر من التفكير التباعدي أي إنه يقدر أن يبتعد بتفكيره ونظره إلى مساحات بعيدة عن نظره القريب فيفكر فيها ويحللها ويتعامل معها فيعرف ما يكمن فيها من فرص فينتهزها أو مخاطر فيحذرها، ولذلك استطاع جنس الإنسان أن يصنع أدوات كثيرة كأدوات الطهي وبناء المساكن واختراع أصناف الملابس وأمثال ذلك؛ على خلاف الحيوان الذي لم يمنحه الله موهبة التفكير التباعدي. ولكن حين أُفرق بين هذين النمطين من التفكير على مستوى الإنسان فيكون المقصود هو تمييز بعض البشر الذين منحهم الله قدرًا عاليًا من القدرة على التفكير التباعدي بخلاف بقية البشر الذي لم يحظون بهذا المستوى العالي من التباعد وإن حظوا بالمستوى الأقل منه الذي جعلهم يتميزون عن جنس البهائم. فالمهن البشرية المختلفة منها ما يستلزم قدر عال من التباعدية ولا يصلح لها من كان تفكيره أحادي، فمثلا مهنتي صانع الأحذية وصانع التقنية الحديثة، الأول يبتعد بتفكيره حين يصنع الحذاء إلى مستويات تعلمها في مهنته فيصنع الحريمي والرجالي وينوع من الموديلات ويطور فيها، لكن صاحب المهنة الثانية يحتاج إلى أن يبتعد بتفكيره أكثر وأكثر بالمناسبة مع تعقد مهنته (وهي التقنية الحديثة كأجهزة الكمبيوتر والمركبات الفضائية) ولذلك يكون تأهيله المهني والعلمي أعقد وأوسع من تأهيل صانع الأحذية، فإذا تعامل مع جهازه الالكتروني أو مركبته الفضائية ووجد فيها مشكلة تحتاج إلى حل أو كان الجهاز سليما وأحب أن يطوره فيجب عليه الابتعاد بتفكيره في مساحات ومناطق كثيرة لها علاقة بتفاصيل هذا الجهاز ويقلب النظر فيها فيخترقها بفكره يصول فيها ويجول ويفككها ويحلل عناصرها الدقيقة ليعرف ما ينتظره فيها من فرص ينتهزها أو معوقات يجب عليه الحذر منها ومن آثارها. الله -سبحانه وتعالى - لم يخلق كل البشر بهذا القدر العالي من التفكير التباعدي التركيبي ولكنه ميز بعضهم بهذه الموهبة الفكرية، وبالطبع حين يأتي صانع الأحذية - العاجز عن التفكير التباعدي - ليشغل مكان صانع التقنية فمعنى ذلك أنه سيخربها!! فكذلك شأن الإصلاح الفكري والاجتماعي الإسلامي لايينجح فيه إلا أهل التفكير التباعدي، والآن في مجتمعاتنا العربية أغلب من يسيطرون عليها وعلى قمم الهرم الفكري والثقافي والسياسي فيها هم العاجزون عن التفكير التباعدي، ولذلك صرنا مجتمعات متخلفة مترعة بالصراع المذهبي والكراهية والفقر والجهل وكل الأمراض
0
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
فاطمة بولعنان
منذ 2 أسبوع
fawzi mosbah
منذ 1 شهر
من المستفيد من النّزاع القائم بين المغرب والجزائر؟
رشيد مصباح(فوزي)كاتب جزائرئإذا أردت معرفة المجرم الحقيقى فابحث عن المستفيد من الجريمة.يبدو أن هذه المقولة هي المعيار الحقيقي لمعرفة من المستفيد من النّزاع القائم بين بلدين مثل المغرب والجزائر.إنهاء الاحتلال الصّليبي ثمنه لم يكن مجرّد أرواح تم تقديمها على الأكف
مريم الجزائري
منذ 1 شهر
جلال الرويسي
منذ 2 شهر
نظام إدارة المخزون والمبيعات
يعتبر نظام إدارة المخزون والمبيعات (Inventory and Sales Management System) أحد الأنظمة و الأدوات الرئيسية التي تساهم في تحسين أداء الأعمال وتسهيل العمليات اليومية في الشركات Business Operations. يقوم هذا النظام بتنظيم و ترتيب العمليات المتعلقة بإدارة المخزون وعمليات البيع،Logiciel de gestion de stock au en Afrique et Maroc
Le Maroc, en tant que plaque tournante économique de l'Afrique du Nord, voit de plus en plus d'entreprises adopter des stratégies avancées de numérisation, gestion d'entreprise et gestion de stock de produits de distribution pour rester compétitives sur le marché
Rabah Islam
منذ 6 شهر