التغير والحداثة والتطور نجاح كل مشروح،الراب إنموذجا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التغير والحداثة والتطور نجاح كل مشروح،الراب إنموذجا

  نشر في 13 مارس 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


بعيدا عن القضايا الدينية والعقدية والسياسية وعن كل مشروع إصلاحي يدخل ضمن الجوانب الحياتية للإنسان ،ولكن اليوم نريد أن نسلط الضوء على موضوع آخر له صلة به، فكلنا نعرف قيمة وعظمة شركة #نوكيا وتميزها بصناعة وتسويق الهواتف الجوالة، ولكن وفي غفلة من الزمن حصل الذي تعرفون وهو دخول شركات إخرى جديدة، إعتمدت نظام متغير و متطور جدا صنعت من خلاله الهواتف الذكية الذي أدى الى إنهيار شركة نوكيا وذلك لعدم مواكبتها للتطور العلمي الهائل واعتمادها فقط على إرثها في الصناعة رغم متانة ورزانة وميزات هذه الشركة...

وجاء خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن شراء #NOKIA من قبل #MICROSOFT ، أنهى الرئيس التنفيذي لنوكيا كلمته قائلا ً: ( نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن بطريقة ما، خسرنا ) وبقولته هذه، بكى كل فريق الإدارة بمن فيهم هو نفسه (نوكيا) كانت شركة محترمة، إنها لم تفعل شيئا خطأ في أعمالها ولكن العالم تغير بسرعة كبيرة ،غاب عنهم التعلّم والتطور، وغاب عنهم التغيير، وبالتالي فإنها فقدت فرصة ثمنية كانت في متناول اليد لتصبح شركة عملاقة، ليس فقط فاتتهم فرصة لكسب المال الوفير، ولكنهم فقدوا أيضاً فرصتهم في البقاء على قيد الحياة ..

فالنتيجة إنه إذا لم تكن حذرا من المنافسين حولك، وإذا كنت لا تتغير ولا تتطور ولا تصنع الحداثة لنفسك ولمشروعك، فشسيتم إستبعادك شيء أكيد من المنافسة دون مواجهة ودون أي صراع ، وذلك لكونك لا تريد أن تتعلّم أشياء جديدة ولاتريد أن تتطور فتبقى على كلاسيكيتك القديمة التي اصابها الجمود والركود والخمود ،لذا لم تستطع أفكارك وعقليتك اللحاق بتطور الوقت فبديهيا سوف تنتهي بمرور الوقت ،ولكن الإنسان يظل ناجحا مادام يتعلم ومادام يتطور ، ومادام يتحرك نحو الحداثوية ومن هنا طرح السيد الاستاذ الصرخي _دام ظله_ مشروع الراب ليكون وسيلة لانقاذ المجتمع الشبابي من التيه والإنحراف السائد وكذلك ليكون رسالة حداثوية هادفة لأيصال القضية المهدوية لكل بلاد العالم من خلال هذه الطريقة أو الوسيلة الأقرب الى عقليتهم وثقافتهم وحضارتهم ..

وهكذا الحال في القضايا الدينية والسياسية، فالمرجع والقائد الذي يرفع شعار الإصلاح والذي يتصدى لتحمل المسؤولية الشرعية والوطنية لقيادة الأمة وكذلك لحمل الرسالة العالمية لأنقاذ البشرية وخلاصها مما هي فيه فأن لم يواكب مشروعه التغير والتطور والحداثة وقوة الفكر فلا شك إنه سيفشل ويفشل ولا يمكن له أن يغير مابنفسه قبل أن يغير مافي قومه ،وهذا طبعا شاهدناه ولمسناه في أغلب من الذين تصدوا للمشاريع الرسالية والإصلاحية ولقيادة الأمة والمجتمع ولكنهم فشلوا لأنه لم يواكب مشاريعهم التطور والحداثة ولم يملكوا القوة والمنظومة الفكرية لمواجهة كل الأمواج الفكرية المنحرفة..

فكيف الحال إذا كانت الرسالة عالمية وشاملة لكل العالم، ومهمتها الخلاص من الظلم والجور الذي ساد في الأرض ومثال على ذلك فكرة المهدي _عليه السلام_أو التمهيد له أوصناعة القاعدة الجماهيرية ولإيجاد الأرضية المناسبة لظهوره المقدس ،حيث نقلت لنا الروايات والأحاديث بأنه _سلام الله عليه_ يدخل الى بلاد الغرب دون قتال ولا صراع عكس ما في دخوله للبلاد الاسلامية كونهم سيقفوا ضده رافعين شعارهم ( إرجع يا بن فاطمة لاحاجة لنا بك فأن الدين والمجتمع بخير ) ،فيا ترى كيف سيكون دخوله لتلك البلدان الاوربية، وكيف سيتعرف الغرب على الامام المهدي_عليه السلام_ اذا لم يكن هناك من يوصل الفكرة والرسالة المهدوية لهم بطريقة متحضرة ومواكبة للتطور والحداثة وتترجم وفق ما يناسب حضارتهم وثقافتهم بشرط أن لا يتنافى ذلك مع الخط والجو العام للرسالة الإلهية، ومع المنهج الإسلامي وتعاليم الله لأنه من الواجب إيجاد رسول او خليفة او من يمثلهم حال غيبتهم يبشرون ويبلغون الناس برسالتهم الإلهية ويهديهم الى طريق الحق ليكونوا منقذين ومخلصين لهم حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز :

(قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا) بمعنى أنه لو كانت الأرض كل الأرض عبارة عن مجتمع ( ملائكي) مثالي مطمئن،لوجب إيجاد الرسول أو الولي أو القائد !! لينظم شؤون حياتهم بأوامر وتعليمات الله لهم ،فكيف ونحن بمجتمع يضج بالفتن والفساد والمعاصي والمخدرات والتطرف والإلحاد والهمجية والقبلية والتناحر الحزبي القومي الطائفي .

_________________________

حبيب الخزعلي



   نشر في 13 مارس 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا