السلطان برقوق والفيل مرزوق
حكاياتى المحروسة محمد محمود حنفى
نشر في 24 مارس 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قد يتبادر إلى ذهنك عند قراءة هذا العنوان إنه عنوان لقصة خيالية من قصص الأطفال ولكنها قصة حقيقية حدثت بالفعل ففي عصر دولة المماليك فى مصر وبالتحديد في عهد السلطان فرج بن برقوق حدث أن قائد المغول فى ذلك الوقت تيمور لينك قد أغار بجيشه على بلاد الشام وحاول احتلالها فيرسل أهل الشام إلى السلطان فرج بن برقوق يطلبون النجدة ولكنه لم يبالي أو يهتم بما حدث في الشام ولم يتحرك لنصرة أهل الشام من يد المغول وهنا تشاء الأقدار أن تنقذ أهل الشام فيمرض تيمور لينك مرضا شديدا يجعله يقرر الإنسحاب والعودة إلى بلاده وعندئذ يقرر فرج بن برقوق الإرسال إلى تيمور لينك لعقد اتفاقية صلح معه،
وبالفعل يتم هذا الصلح فيهدى تيمورلنك السلطان فرج فيل هدية بمناسبة هذا الصلح ويقرر السلطان فرج تسمية الفيل بالفيل مرزوق ولكن المصريين نظروا إلى هذا الفيل نظرة كره لأنه رمز لتخاذل السلطان الذي لم يتحرك لنصرة أهله.
بالإضافة إلى قيام السلطان وجنوده باستخدام هذا الفيل لترويع العامة وفرض الاتاوات على المارة والعامة ولكن ربك بالمرصاد
ففى يوم من الايام وأثناء تمشية الجنود الفيل فى شوارع المحروسة يقابلهم شيخ من المتصوفة فلم يتركوه هؤلاء الجنود لشأنه وقاموا بضربه وتهديده بهذا الفيل فدعى هذا الشيخ المسكين على هؤلاء الجنود وفيلهم .
ويظهر أن الله استجاب لدعاء هذا الرجل المظلوم فلم يتحركوا قليلا وعند قنطرة لعبور ترعة من الترع يقع الفيل من فوق هذه القنطرة فيحاول الجنود إخراجه من هذه الترعة ولكن الفيل غرق وغاص فى الترعة .
فعوقب هؤلاء الجنود عقابا شديدا من السلطان فرج بسبب غرق الفيل بفضل دعوة صادقة من قلب هذا الشيخ المتصوف
وفى هذه الحادثة يقول أحد الشعراء
وكنت يا فيل السلطان زين الوحوش
وكنت بالاعجاب تزهو فى المخاطرة
وقد بقيت اليوم مطروحا بالقنطرة
حكاياتى المحروسة
محمد محمود حنفى
المصدر كتاب الفيل مرزوق لمحمود امام
-
محمد محمود حنفىباحث حر فى مجال التاريخ