" البوسطجى والزبال "
فى احتقار أعمال بعينها
نشر في 05 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
مهنة شريفة ومهمة وإلا لما ظهرت للوجود من الأساس فالبوسطجى يوصل الخطابات لأماكن لا تستطيع أن توصلها أنت بنفسك خاصة فى بلد مازالت تستخدم التكنولوجيا الحديثة فى نطاق ضيق إلا أنها من المهن المحتقرة حتى صارت يضرب بها المثل إذا أراد أحد من الناس أن يقلل من شأن شخص آخر فيصفه بالبوسطجى!!!.
والمهنة الأخرى لجامع القمامة الذي يرفع أطناناً من قاذورات لا نتحمل رائحتها ومع ذلك فيتمتع هو الآخر باحتقار كبير من الناس فصاروا يتهكمون عليه بلفظ (الزبال) سواء أكانوا فى مهن مرموقة أو فى مهن لا تلقى رواجاً عند الناس ليُسمعوهم ما يسمعونه من احتقار من غيرهم فلا يعمل فيها إلا المضطر وهو يشعر بضرر مادى ومعنوى.
وهناك مهن أخرى كثيرة تلقى نفس هذا المصير السيئ مثل مسئول الأمن وموظف الأرشيف والكاشير رغم أنهم جميعاً يشقون كثيراً ويحصلون على مقابل ضعيف وكأنهم فى حاجه لهذا الإحتقار ليضيف إليهم عبئاً جديداً!!!.
أرى أن السبب فى احتقار شخص ما لمهنة ما يعود لإحساس زائد عن الحد منه بقدراته وبعمله الذى لا يستطيع أى شخص أن يعمل به أو يلتحق به من الأساس وهو غرور مقيت لا محالة لذلك فهو يحتقر أعمالاً يراها بسيطه ويستطيع أى شخص أن يعملها حتى ولو من دون مؤهلات فيفعل ذلك حتى يُشعر نفسه بالأهمية القصوى رغم أن أى عمل حتى ولو كان بسيطاً فإن صاحبه يستحق التقدير لأنه لا يعيش عالة على غيره وسعى لكسب رزقه وهو المطلوب من جميع البشر أما الذى يستحق الإحتقار فهو القادر على العمل ولا يعمل وأيضاً من يميز نفسه عن غيره بالكبر والغرور.
لذا إذا تعاملت مع مثل هذه الوظائف فكن رحيماً بهم وعاملهم معاملة حسنة وأسمعهم كلمات تشجيعية يستحقونها لرفع روحهم المعنوية طالما كانوا يعملون ويشقون لينفقوا على أنفسهم وعلى من يعولون ولا تنس أنك يمكن أن تكون مكانهم فى يوم من الأيام فعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.
-
Ahmed Tolbaشاب في نهاية الثلاثينات يرغب في مشاركة ما يجول بخاطره مع الآخرين تقييماً ونقاشاً حتي نثرى عقولنا فهيا بنا نتناقش سوياً
التعليقات
"زبال" في العنوان بين مزدوجين وبما أنك تكتب مايجول بخاطرك بشكل مبسط، يمكنك الكتابة عن مشكلة أو ظاهرة إجتماعية وتطعّمها بقصة قصيرة، أي يكون مقالك بطريقة المقال القصصي ولو بشكل مبسط.