بسم الله الرحمن الرحيم بارئ الخلق والمخالف للحوادث والصلاة والسلام على خير الأنام ومصباح الظلام نبينا محمد اسم إذا قرع القلوب تمايلت طربا ونمت بالرضا أزهارها وإذا حدا الحادي بطيب حديثه فاحت وناحت بالرضا أشجارها وإذا ابتدأت بذكره في حضرة حضر السرور بها وطاب مسارها

وبعد,,,,,

فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه في ديوانه

ورزقك ليس ينقصه التأني     وليس يزيد في الرزق العناءُ

أخي القارئ وأختي القارئة أعلم أنكم أخطأتم نفس خأي ولم تقفوا عند البيت لتتفكروا ففي معناه وانخدعتتم بالمعنى الظاهري وهو: لن يزيد التعب من رزقي ولذا سأنام في بيتي وسيأتيني رزقي وهذا خطأ

إذا كنت تبحث عن المعنى الصحيح فها هو: ورزقك ليس ينقصه التأني بمعنى ألا تستعجل الرزق بل تأنى أما عن الشطر الثاني فمعنى كلمة العناء فيه: الهم نعم أخي الهم بمعني لا تقعد في ليلتك تحمل هم الغد وتقول: من أين سآتي بمال كذا؟ وأنت أختي لا تسألي نفسك وتقول: ماذا سأطبخ لأولادي غدا؟ هذا اسمه الهم ولا تحمله.

يقول الإمام الشافعي:

إذا أصبحت عندي قوت يومي        فخل الهم عني يا سعيدُ

ولا تخطر هـــــــــموم غد ببــــــــالي       فإن غدا له رزق جديـــــدُ

هل تدبرت في معناه؟ هل فهمت ما قصده الإمام؟

ما قصد الإمام: إذا كان لدي طعام اليوم والمال الذي يكفيني اليوم و معي من الرزق بشكل عام فلا حمل هم الغد لأن الله تعالى كما رزقك اليوم سيرزقك غدا.

أخيرًا: الدعاء لا تغفل عن الدعاء بل ادع الله تعالى أن يرزقك وصدقني أخي: ما رفع عبد يديه لله يوما وأعادها الله تعالى له صفرا أبدا.

قد تتساءل وتقول: قد لا تتحقق الدعوة التي سألت الله إياها سأقول لك بتلخيص شديد:

إذا رفعت يديك وسألت الله شيئا سيحدث شيء من ثلاثة أشياء وهي:

1) سيحقق الله لك الدعوة.

2) سيرفع الله عنك بها شرا في الدنيا.

3) سيحفظها الله لك يوم القيامة ويجزيك بها خيرا.

يقول الله تعالى:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان"

تدبر فيها وتفكر وستجد أن الله بجانبك ولا تحزن إن الله معك.

هذا واللهَ أسألُ التوفيق في الدنيا والآخرة والجنة وأعوذ به من النار

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين.