بحث طويلًا عن قلمه المفضل، قلب المكتب رأسًا على عقب ولم يجده!
أقلامٌ كثيرة، بألوانٍ مختلفة.. لكنها مع الأسف ليس من ضمنها قلمه المفضل.
عليه أن يسارع في انجاز عمله، الوقت ليس في صالحه، ولكنه مع توتره هذا يسمع لدقات الساعة صدىً لا ينتهي.
سيكتب بقلم آخر، لا بد من ذلك فقلمه لا يزال يلعب معه الغميضة! لا.. لا يستطيع، أصابعه تأبى أن تكتب بغير القلم.. الضائع.
ما الحل الآن!! سيحاول التفكير بكل الأحداث منذ آخر مرة يتذكر أنه أمسك فيها القلم،
حسنًا..وصل الى المكتب، حضر كوبًا من القهوة، ثم أخذ يرتب أوراقه المبعثرة من الأمس، قضى ما يقارب العشر دقائق يفكر في اللاشيء -لا مشكلة لديه في الاعتراف بشعور السعادة الذي يعتريه حينما يجلس لا يفعل شيئًا ولا يشغل فكره شيء، يستطيع أن يبقى على هذا الحال لساعات- ثم قرر أن يبدأ، نظر بشغفٍ الى قلمه الذي يحبه، ثم أخذه بعناية وبدأ يكتب.. رسالة وصلت! فتح هاتفه النقال وردَّ على الرسالة، وتذكر حينها أنه لم يجري اتصالًا كان عليه منذ يومين أن يقوم به، يتذكر ما حدث بالفعل! بعد أن أنهى الاتصال كان قد فقد قلمه.. جالسًا على كرسيه يفكر بعمق، رافعًا يده اليمنى عند رأسه، وواضعًا اليسرى على المكتب، يتذكر كل شيء بالتفصيل الا أين وضع قلمه! حانت منه حركة بيده من شدة غضبه! يده اليمنى.. حين أوشك على ضرب المكتب وجد القلم بيده..