الأوتيزيم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأوتيزيم

مكنونات النفس البشرية ...

  نشر في 09 ماي 2018 .

درجة فأخري ثم الثالثة وهاهي الأخيرة.. حسنا هذه الحافلة تحتوي علي أربع درجات للسلم.

لطالما اعتدت علي هذا الفعلِ منذ أن اعتاد عقلي علي وحدته وصار يبحث عن رفاقه في هذه الحياة كي يستطيع أن يكمل ما تبقي له فيها .. معرفة عدد درجات السُلَم في أي جماد يحويه قد يكون فعل لا فائدة منه للبعض أو ربما للكثير لكنه أيضا فعل لا غني عنه لمن لا رفيق لهم .. فهو يُعد الرفيق الأبدي لحياتهم الذي يصادفونه أينما رحلوا وأينما بحثوا عن نصيبهم من الحب.

ازدادت خطواتي في تعدادها من باديء الحافلة وأخذت في النقصان في عددها للوصول للمقعد رفيق تلك الرحلةِ والمقصد.. أناس باليمين وأخرون علي اليسار يختلفون في معظم النواحي الدنيوية وربما الدينية لكنهم اتفقوا علي الجنسية والصفةِ الآدمية. عقول تفني وتُولد قلوب مكانها لتأخذ حظها من هذه الحياة المفروضةِ غصبا.. ماذا لو كنت لا أرغب في أن أُخلق منذ باديء الأمر ؟!! ماذا إذ لم تكن  لي  رغبة  في خوضِ غمار الحياة وكان الأمر بيدي فاختار ألا تُبعث الروح داخلي وأُخلق ؟

ها قد وصلت للمقعد المنشود المُرقم الثاني والثلاثين بجانب النافذة .. حسنا فالنافذة رفيق أخر لي في هذه الرحلة. جلس بالمقعد جواري شاب لا يُخفي كثيرا من عمرِه الذي لم يتعد منتصف العقد الثالث. اختلاف أخر وجدته به .. ف جانبا إلي الاختلافات الدنيوية هو يبحث عن رفيق له من بني جنسه البشر بينما عقلي لا يرغب سوي بالجماد من الرفقاء .. تبادلنا جانبا من الحديث في البداية عن مدينتي الأم وإسمي واستدرج الحديث عن عملي .. لا أعلم عنه شيئا في تلك الأمور فكلما توجه لي بالسؤال أجابته حنجرتي بينما ظل عقلي متعلقا برفيقه الجديد -النافذة- يتطلع لما امتليء به الكون من أمور لا دخل للإنسان بها .. ماذا لو كانت تلك الأشياء لا ترغب في الوجود علي هذا الكوكب ؟!! أو ربما المجيء لهذه الدنيا ؟!!

أخرج رفيقي البشري علي المقعد جواري شيئا من متاعه وراح يُلح علي كي أتناول شيئا من ممتلكاته لكن عقلي لا يحبُ الرفيقَ المؤقت الذي لا يتبقي سوي لدقائق ثم يختفي إلي المعدة .. طاعة لأوامر العقل رفضت طلبه وإلحاحه ثم انعطفت عينايَ يمينا كي تستمتعَ بناظرها لرفيق العقل.

لما لا يكون عقلي مثل رفيقي البشري !! .. لما لا أكون مثل بني جنسي الآدمي !! .. لما يُصر حاكمُ جسدي علي التخلي عن الرفقاء الآدميين ويكتفي بل يعشق رفاقَه من جنس الجماد !! .. لما لا ينطقُ لساني حرفا يساعدني كي أحيا إجتماعيا وانخرط في معادلاتِ الحياة الأكثرُ تعقيدا من مجرد حساب عدد درجات السلم ؟!!

هل أُصَبتُ بالتوحد ؟!! .. لعنة الله عليه



   نشر في 09 ماي 2018 .

التعليقات

Abdou Abdelgawad منذ 6 سنة
احاسيس انسانية مُعّبَر عنها بطريقة جيدة لاخلاف ، ولكن لى ملاحظات ارجو ان يتسع لها صدركم اولا: لم أفهم معنى العنوان الاول للموضوع ثانيا: ارجو التبسط مع قارئك أكثر.. اجعله يعيش فى لحظتك الشعورية ولكن لاتجعله بدون حل أو نصيحة أو مخرج فكم مرت على كل انسان لحظات كتللك التى تصفها كلماتك الجميلة ، ولكنها مرت و لو لم تمر لتحولت لحالة مرضية فهل تريد ان يستسلم قارئك لمرضه .. امنياتى الطيبة .
0
ahmed nahas
جزيل الشكر لكلماتكم التي أدين لها بكل عرفان ..
العنوان الأول هو يعبر عن مرض التوحد باللغة الانجليزية وهو عبارة عن أحاسيس ومشاعر تدفن داخل النفس ولا تخرج لذلك قمت بصياغة هذه المشاعر في قصة قصيرة أو موقف قصير قد يحدث مع الكثير كي أعبر عما يدور داخل هذه النفس البشرية المصاحبة لمريض التوحد ولم أقصد أبدا التحدث عن المرض وأعراضه وكيفية معالجته بصورة عامة ..
لكم جزيل الشكر لمشاركتكم الطيبة
Abdou Abdelgawad
شكرا على الايضاح وسياقك القصصى للموضوع وان كنت لم تضعه تحت( ادب- قصص) بل وضعته كتاب واراء ، كل التوفيق وشكرا جزيلا لمتابعة صفحتى وارجو ان اكون على المستوى المرضى

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا