ها هي من جديد،
تحمل خيبتها الاخيرة في قلبها ، أو على ظهرها لا فرق،
انه ثقل كبير لا يحتمله اي منهما على اي حال،
لكنها تحمله و تمضي و أيضا على كل حال،
كل حلم يضيع، كل امل يموت،
تحمل بقاياه الحادة في جوفها إلى الابد،
ف تمزق ما تبقى من حياة،
و من كثرة الأشياء التي تحطمت،
الما فالما، حزنا فحزنا، خيبة فخيبة،
تحول قلبها إلى خرابة كبيرة،
خرابة رخيصة و كل ما فيها رخيص،
لها واجهة سيرك مضاءة،
تصحبها موسيقى صاخبة،
و ابتسامة مهرج ساخرة على وجهها،
حتى لا تشمت في اوجاعها الضباع،
و تحوم حول بقايا الاشياء التي ماتت في قلبها،
لكن الغصة كبيرة، و الألم كبير،
و الصرخة المكبوتة تريد أن تخرج و تبصق في وجه الحياة، و تلعن الناس،
حتى الطيبين منهم، و الرائعين،
غضب اعمى، وحقد مجنون، و شعور ظالم بالمهانة و الخسارة و الغيرة يتعاظم في صدرها و لن يستطيع التمييز بين البشر حين يصل إلى حافة الانهيار،
و يرمي بها الى نقطة اللاعودة،
شعور قاس بالهزيمة، و كلمات انفذ من السهام، و وجود مهزوز، و كره بشع للذات
احساس رهيب بالانكسار و الضعف اكبر من ان يترجمه اي كلام،
و تتساءل؟!!
من انا حقا ؟ من انا؟ و من انت؟ و من هم؟
ربما نحن فقط لم نكن نستحق كما استحق غيرنا،
و ربما هو القدر هو الذي لم يكن منصفا مع اي منا،
لعنة قديمة ،
خرس فظيع يحبس انفاسك،
و شلل غريب يكبل حواسك،
و انت تريد أن تكتب كما كتب الجميع و افرغوا الامهم على الورق، و وصل وجعهم إلى أماكن بعيدة،
تريد أن تصرخ كما صرخ اخرون و جابت اصواتهم بقاع الارض،
او تريد ان تكون كاخرين اكتفوا بأن يطلقوا دموعهم من محبرة سرية ، يخفونها بحرص تحت الوسادة،
ثم تركوا الايام تدوس على دفاترهم و قلوبهم و ذكراهم حتى يختفي هذا الالم او يخفيهم،
من هي ؟
العاقلة التي تحلم بالجنون،
و المجنونة التي لا تستطيع أن تعقل،
الغريبة التي لم تقدر أن تعيش مثل كل الناس و تشاركهم أحداث حياة عادية تعيشها مثلهم،
أم المنبوذة في مجتمع من الغرباء و النافرين و المتمردين و الذي يراها اقل من عادية مهما بلغت غرابتها،
الجميلة المبهرة التي يختلف جمالها عن الآخرين،
أم متواضعة الحسن التي تفوقها كل الأخريات طولا و أنوثة و جمالا ، بعيوناكثر اتساعا، و شعور اكثر طولا ، و بشرة أكثر نضارة،
راقصة هاوية،
تعبت من الرقص على السلالم،
و على اي حال،
انها راقصة سيئة،
و تخاف المرتفعات،
و تصاب بالملل من التكرار،
و تكره الحلول الوسط،
وجدت نفسها ترقص في المنتصف، تكرر الحركات الراقصة ذاتها كالخرقاء بفشل ذريع،
تبدو أقرب لبهلوان من راقصة،
و بالطبع لا يلمحها من يقف في أعلى السلم و لا يسمعها من تحته،
ماذا يفعل انسان غير عادي بشكل عادي في حياة عادية بشكل غير عادي ،
كيف يختار طريقه ، و اي طريق، و هل يملك اي خيار من الاساس؟
و كيف يجرؤ انسان متوسط او شبه متوسط ،
يتحرك مسلوب الارادة على الأدراج كالدمية ،
و يواجه صعوبة كبيرة في التوازن على الارض،
أن يحلم بالقمر،
أو أن يصل إلى النجوم؟
-
كاتبةJournalist, feminist and writer