خرابة كل ما فيها رخيص! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

خرابة كل ما فيها رخيص!

  نشر في 17 فبراير 2020 .


ها هي من جديد،

تحمل خيبتها الاخيرة في قلبها ، أو على ظهرها لا فرق،

انه ثقل كبير لا يحتمله اي منهما على اي حال،

لكنها تحمله و تمضي و أيضا على كل حال،

كل حلم يضيع، كل امل يموت،

تحمل بقاياه الحادة في جوفها إلى الابد، 

ف تمزق ما تبقى من حياة،

و من كثرة الأشياء التي تحطمت،

الما فالما، حزنا فحزنا، خيبة فخيبة،

 تحول قلبها إلى خرابة كبيرة،  

خرابة رخيصة و كل ما فيها رخيص،

لها واجهة سيرك مضاءة،

تصحبها موسيقى صاخبة،

و ابتسامة مهرج ساخرة على وجهها،

حتى لا تشمت في اوجاعها الضباع،

و تحوم حول بقايا الاشياء التي ماتت في قلبها،

لكن الغصة كبيرة، و الألم كبير،

و الصرخة المكبوتة تريد أن تخرج و تبصق في وجه الحياة، و تلعن الناس، 

حتى الطيبين منهم، و الرائعين، 

غضب اعمى، وحقد مجنون، و شعور ظالم بالمهانة و الخسارة و الغيرة يتعاظم في صدرها و لن يستطيع التمييز بين البشر حين يصل إلى حافة الانهيار،

و يرمي بها الى نقطة اللاعودة،

 شعور قاس بالهزيمة، و كلمات انفذ من السهام، و وجود مهزوز، و كره بشع للذات

احساس رهيب بالانكسار و الضعف اكبر من ان يترجمه اي كلام، 

و تتساءل؟!!

من انا حقا ؟ من انا؟ و من انت؟ و من هم؟

ربما نحن فقط لم نكن نستحق  كما استحق غيرنا،

و ربما هو القدر هو الذي لم يكن منصفا مع اي منا، 

لعنة قديمة ،

خرس فظيع يحبس انفاسك،

و شلل غريب يكبل حواسك،

 و انت تريد أن تكتب كما كتب الجميع و افرغوا الامهم على الورق،  و وصل وجعهم إلى أماكن بعيدة،

تريد أن تصرخ كما صرخ اخرون و جابت اصواتهم بقاع الارض،

او تريد ان تكون كاخرين اكتفوا بأن يطلقوا دموعهم من محبرة سرية ، يخفونها بحرص تحت الوسادة،

 ثم تركوا الايام تدوس على دفاترهم  و قلوبهم و ذكراهم حتى يختفي هذا الالم او يخفيهم،

 من هي ؟

العاقلة التي تحلم بالجنون،

و المجنونة التي لا تستطيع أن تعقل،

الغريبة التي لم تقدر أن تعيش مثل   كل الناس و تشاركهم أحداث حياة عادية تعيشها مثلهم،

أم المنبوذة في مجتمع من الغرباء و النافرين و المتمردين و الذي يراها اقل من عادية مهما بلغت غرابتها، 

الجميلة المبهرة التي يختلف جمالها عن الآخرين،

أم متواضعة الحسن التي تفوقها  كل الأخريات طولا و أنوثة و جمالا ، بعيوناكثر اتساعا، و شعور اكثر طولا ، و بشرة أكثر نضارة،

راقصة هاوية،

تعبت من الرقص على السلالم،

و على اي حال،

انها راقصة سيئة، 

و تخاف المرتفعات، 

و تصاب بالملل من التكرار،

و  تكره الحلول الوسط، 

وجدت نفسها ترقص في المنتصف، تكرر الحركات الراقصة ذاتها كالخرقاء بفشل ذريع،

تبدو أقرب لبهلوان من راقصة،

و بالطبع  لا يلمحها من يقف في أعلى السلم  و لا يسمعها من تحته، 

ماذا يفعل انسان غير عادي بشكل عادي في حياة عادية بشكل غير عادي ،

كيف يختار طريقه ، و اي طريق، و هل يملك اي خيار من الاساس؟

و كيف يجرؤ انسان متوسط او شبه متوسط ،

يتحرك مسلوب الارادة على الأدراج  كالدمية ، 

و يواجه صعوبة كبيرة في التوازن على الارض،

أن يحلم بالقمر، 

أو أن يصل إلى النجوم؟



  • 1

   نشر في 17 فبراير 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا