أهمية التّواصل بين المجتمع المدني والمجالس المحلية وانعكاسه على الواقع المجتمعي
بقلم : محمد ياسين لهلالي
نشر في 12 ديسمبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قدّم معهد الفضاء المدني رؤية واضحة حول أهمية التّواصل في خلق فرص التّعاون والانسجام في العلاقات بين مختلف مكونات المجتمع ، وذلك في المساق الثّالث والذّي اختار له مسمى " آليات التّواصل والاتصال مع المجتمع " ، بعد أن استكمل الحديث عن الحوكمة الرّشيدة ، والقيادة .
وقد بوب موضوعاته بمسميات مختلفة راعت ما سبق وقلناه ، مثل الجدال ، النّقاش ، المناظرة ، التّفاوض ، الحوار ، الإنصات، وككل مرة يبدع في اختيار المواضيع وتطبيقاتها العملية ، من خلال بسط النّقاشات حول قضايا من السّيرة ارتبطت بآليات التّواصل ومفاهيمه ، وقد اخترت موضوعا يندرج ضمن مجالات هذا المساق ، وله أهمية كبرى لما يرتبط به ألا وهو التّواصل بين الشّريك الاجتماعي والسّلطات المحلية وما ينعكس عنه على الواقع الاجتماعي ، إذ يعتبر التّواصل مع المجالس المحلية من جملة الأولويات التّي ينبغي على نشطاء المجتمع المدني مراعاتها ، والسّعي في تذليل صعابها ، وسدّ كل المنافذ التّي من شانها إعاقة العملية التّواصلية ، وذلك لما يوليه التّواصل من أهمية بالغة في إيجاد سبل التّعاون ، والتّي من جملتها :
- التّعاون في المشاريع الإنمائية
- المساعدة في تقديم المساعدات للمواطنين .
- المساهمة في إطلاق حملات توعوية في نطاق المجالس البلدية .
- تقديم الدّورات التّدريبية للمنتخبين في التّسيير الإداري
وغيرها من المجالات التّي يمكن أن تساهم في رفع مستوى الشّراكة بين الشّريك الاجتماعي والسّلطات المحلية باعتبارها الهيئة التّنفيذية ، ومع ذلك تبقى إشكالية التّواصل قائمة بينهما وذلك لجملة من الأسباب أهمها 1 :
- الاختلاف في الأهداف والأولويات .
- الاختلاف في طرائق العمل .
- الخلافات الحزبية والسّياسية .
- ضعف قدرة المنظمات المدنية على إيجاد البدائل والحلول ، أو غيابها تماما عن الواقع
- التّنافس السّلبي بين أعضاء المنظمات المدنية حول الزعامة والظهور .
ومن هنا نقف عند أهمية التّواصل في تذليل هذه العوائق ، عن طريق الجلوس على طاولة الحوار ، وطرح الانشغالات المختلفة ، ومحاولة الوصول إلى جملة من المتفقات تساهم في تطوّر المُجتمع ونموّه، وذلك لا يكون إلاّ من خلال بناء علاقات جيّدة بين المسؤول المحلي والنّاشط المجتمعي ويقودنا هذا الكلام إلى ضرورة صياغة أهداف تهدف في الأساس إلى ترقية الشّراكة الفعلية بينهما وبلورتها لتخدم في النّهاية المصلحة العامة ، ويمكن أن نجملها في الآتي 2 :
1 - بلورة مفهوم ورؤية مشتركة وواضحة للتّنمية أو أي قضية تمس حياة المواطنين
2 - بلورة مفهوم ورؤية مشتركة وواضحة حول دور قطاع المنظمات غير الحكومية
3 - التّكامل والمشاركة في الموارد المادية والبشرية والخبرات بين الشركاء
4 - الانتقال من الدّور الرّعائي وتقديم الإعانات والإغاثة الى النّهوض والتّنمية والتّغيير الاجتماعي
5- التّنسيق والحد من ازدواجية الخدمات والأنشطة
6 - بناء قدرات الأعضاء وتنمية مهاراتهم وتدريبهم
7- الوصول الى مصادر التّمويل
8. التّعاضد للمناصرة والمدافعة
9 - تعزيز موقع السّلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية التّفاوضي مع باقي الجهات الحكومية، الجهات المانحة، القطاع الخاص، المنظمات الدّولية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - العلاقة التّكاملية بين المجتمع المدني والسلطات المحلية : حيدر الوائلي
2 - المرجع نفسة .
-
محمد يسين لهلاليأستاذالشّرعيات بالمعهد الوطني لتكوين الإطارات الدّينية