لا يزال معظم الرجال غافلين عن مدى أهمية أن تشعر المرأة بالدعم من قبل الشخص الذي يهتم بها، ولا شيء معبر عن هذا الشعور أكثر من "العناق". أن تستندي حرفيا على رجل وتشاركي حضنا دافئا معه، يبدو ذلك شعورا أود تجربته مع الشخص المنشود، فمجرد تفكيري بالأمر وتخيلي للحظة يشعرني بنشوة غريبة ويزيد من رغبتي في الاكتشاف.

طبعا لست أهلا لوصف المشهد طالما لم أحظ بشرف التجربة، ولكن من الخارج أستشعر الوضع دافئا هناك حيث يحدث العناق. اتحاد جسدين كل منهما يستمد القوة من الآخر ويعطيه الدعم بالمقابل. أراه كذلك تأكيدا ماديا على حضور الطرفين، أنا هنا معك كما كنت دائما و كما سأكون أيضا، أنت أنا وأنا أنت، كلانا مستعدان لمواجهة من هم بالخارج. يدفن كل رأسه في كتف أو صدر الآخر حتى يتعامى عن الوجود ويدخل عالمه الثاني، عالم يخصهما فقط بعيد عن الطفيليات، عن المصاعب و الحواجز، عن كل ما من شأنه تعكير صفو اللحظة.

سألت أمي اليوم عن أول عناق لها مع أبي، طبعا أخذت الإجابة بمشقة الأنفس، ربما لحيائها.. أقول ربما لأنه بعد ذلك علمت أنها كانت المبادرة إلى احتضان زوجها.. لم أتوقع ذلك صراحة ولكن علاقة الأزواج تفاجئني دائما.. المهم أن جوابها كان المتعة، أحست بمتعة كبيرة وهي تعانقه. بدا الأمر منطقيا فأنا أحس بالمتعة لمجرد رؤية حبيبين يضمان بعضهما في الأفلام فما بالك بي وأنا في قلب الحدث.

شعرت بأهمية العناق في العلاقات الرومانسية عندما شاهدت الجزء الأول من سلسلة أفلام «50shades of gray » . كانت هنالك مشاهد لبطل الفيلم يحكي فيها عن ماضيه ويشكو همومه لحبيبته، وكانت المشاهد الموالية المتوقعة والمقبولة عموما تقتضي حديثا صغيرا وعناقا طويلا وربما بعض الدموع أيضا، إلا أن الحبيبة كان لها رأي آخر، فكان نوع العزاء الذي حصل عليه بالمقابل هو الخوض في علاقة جنسية. لقد كان الأمر حقا مخيبا للآمال... !