قالت لي جدتي
حسن غريب
سألتها بعد شفائها من الوباء عن تجربتها ، وعن وفاء الأحبةو الأصدقاء والأقرباء لها
ابتسمت جدتى الحبيبة وقالت : ح أقول لك ايه يا بني ؟!
قال على رأى المثل (خايفة أهزك ياغُربالى ..ينزل منك كل عزيز وغالى )
وفهمت قصدها رغم أننى أسمع هذا المثل لأول مرة ، وتذكرت عمالقة الوفاء والحب فى الله
- لقد وصل من وفاء الحبيب صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة بعد موتها أنه عندما دخل مكة فاتحاً ، قالوا يارسول الله أين نبنى لك بيتاً ؟
لم يقل بجوار الكعبة ولكنه قال
صلى الله عليه وسلم : يكفينى أن تضعوا لى خيمة أمام قبر خديجة.
_ والعملاقة الثانية التى قال لها زوجها : أنت علىَّ كظهر أمى ، ذهبت إلى رسول الله ليس لتشتكيه أو تعيبه ، تقول : يارسول الله: هو أحب الناس إلىَّ ،وأبو أولادى ولى منه أطفالاً ،إذا تركهم هو جاعوا ،وإذا تركتهم أنا ضاعوا ، فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع بينى وبينه بتشريع من عنده
وفى كل مرة يقول لها النبى : والله ياخولة ماأراكِ إلا أنكِ محرمةٌ عليه
وفى آخر مرة بكت وقالت : أشكو إليك يامن وسعت رحمتك كل شئ ..اللهم أنزل على لسان نبيك مايقضى لى به فى أمرى ، ويذهب به همى وغمى .
وكان جزاء الوفاء أنها قبل أن تنصرف نزل جبريل من السبع الطباق يقول للحبيب (قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجهاوتشتكى إلى الله ) فكانت سورة المجادلة تاجاً على رأسها إلى يوم القيامة.
- أما عن وفاء الأصدقاء فيكفى ذكر مرض الإمام أحمد بن حنبل عندما زاره الشافعى فمرض من حزنه عليه ، فتحامل الإمام أحمد على نفسه وذهب لزيارته فقال الشافعى :
مرض الحبيب فزُرته .. فمرضتُ من أسفى عليه
شُفىَ الحبيب فزارنى فشفيت من نظرى إليه .
هؤلاء كانو عمالقة لاتسعهم ثقوب الغرابيل .. هل وسعت ثقوب غرابيلنا ؟ أم تضاءل حجم من فوقها ؟!
نصيحتى لكم : من فضلكم لاتهزوا غرابيلكم ..حتى لاتُصدموا من فراغها أمامكم .
ح. غ
-
حسن غريبعضو اتحاد كتاب مصر كاتب.. ناقد.. روائي.. شاعر