بقلم/ رائد الجحافي
أعادوا تثاؤبهم بعد التلاشي ذات ليل كئيب، أماطوا قبحهم فتداعوا ومضوا نحو ديجورهم الأسود حيث اعتادوا نشأتهم المتهرئة، الظلمة تحيط بهم ويتوسط بهو الديجور صنم هزيمتهم (آلهتهم) المعبودة، كان الصنم ملفوفة ساقيه بقطعة ورق متهرئة تكاد تتناثر حروفها المزعومة على أنها آلهة النصر، وعلى اصفرارة وهمهم شرعوا ينتجون خديعة أخرى.. بيعة أخرى، انكمشوا على نظرياتهم الملعونة فتأججوا وساروا يفتشون بين دهاليز تاريخهم الموبوء بالفاجعة.. الدهشة عن لحظات فشلهم الأولى التي جسدوها كملاحم لا تنتهي، ثم تمددوا على مشروع اللعنة، ضحكوا.. لعبوا.. ألقوا خطب التسابق نحو جلادهم الأزلي، بحثوا في أحشاء الليالي المتعبة عن بقاياهم المتناثرة وفي طريقهم حملوا المخدوعين إلى ركبهم المفضوح ومضوا يرشفون من كاس اللعنة عصير احمر، لا يدركون شيء سوى ما تكتنزها ذاكرتهم الجوفاء بأن ذلك السائل خمرتهم المفضلة، لم يدركوا أن للدم ذات الطعم ..ذات الاستهتار، وذات الألم. حملوا فضيحتهم (بيعتهم) نحو اندثارهم وبلا ثمن عرضوا كل ما أجادوا به في سوق لا يرتادها سواهم منذ نشوء أقبية اللاوعي، عصروا نكبتهم من جديد وفي ذات الديجور الذي يحتويهم وآلهتهم، مسخوا قذارتهم في هيئة أجساد صغيرة متناثرة ثم استغلوا لحظات الصمت في الليالي البلهاء ونثروها في كل الأرجاء.. قيل أنها شفاعتهم في ذات ضربة قادمة، وقد حلت الضربة لكنهم باتوا في ديجورهم يحتشون بلاهتهم، قال قائل أنهم باتوا يرقصون على إيقاع لعنتهم، وأقرت ملامحهم طواعية على أنهم سجدوا في ذات مقبرة، وسكروا على بلوغ جرائمهم ألفيتها. وفي حين استمر مسلسل سفك الدم خارج القبو المطمور بعفنهم، واصلوا ارتشاف ذات اللون، وباتوا يصنعون وهمهم، تشتت، تشضي، وعلى وهلة منهم تجبلت مؤامرتهم ووجدوا أنفسهم يعيشون ذات التسلق.. ذات الحقارة.. ذات التردي.. ونفس المقت، لكنهم ورغم انتشائهم لم يدركوا أن ثمة من يجيد فك طلاسم لعنتهم، وان الدم المسفوك لن يدعهم بسلام.
-
رائد الجحافيصحفي وحقوقي من جنوب اليمن