المبادرة ... الحلم ... هل الحل السوري مستحيل ؟!!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المبادرة ... الحلم ... هل الحل السوري مستحيل ؟!!!

  نشر في 06 مارس 2015 .

المبادرة ... الحلم ... هل الحل السوري مستحيل ؟!!!

خالد المسالمة

مازال البعض في سورية يُصرون على التعامل مع الوضع فيها كما لو أنهم يعيشون في العام 2011 مستخدمين نفس لغة الخطاب والتحليل والتهديد والتهويل ، وما زال كثير من الساسة ، سواء المخضرمين أم الجدد ، ينتهجون ذات النهج الذي دأبوا عليه طيلة السنوات الأربع الماضية ولو تعلق الأمر بشراء الأوهام وبيعها.

في البداية اختلف المحللون حول طبيعة الأزمة ومدتها وانقسمت الآراء بين المخفف والمهول ، وحددوا لها المواعيد بين الانتهاء أو الاستمرار، وها نحن على أبواب السنة الخامسة من عمر الأحداث الجارية في سورية والحالة الى استعصاء . كلٌ متمترس خلف جدار رأيه والبندقية في حالة عبثية من الاستقطاب الحاد والانقسام والجدل .

لا يختلف أحد على سوداوية الحالة السورية وكارثيتها ، وكل الذي جرى من فعل البشر وفعلهم خاضع لقوانينهم ويحتمل الصواب والخطأ ، وبالتالي إن أول خطوة لا بد منها هي تقييم السنوات الأربع الماضية ، أيُّ السياسات أصابت وأيُّها كانت خاطئة ، من هنا لا بد للجميع من الوقوف مع الذات بشجاعة وجرأة واضعين الوطن ومستقبله نصب أعينهم.

نحتاج اليوم لتلك الوقفة التقييمية من أجل محاولة البحث في أسباب الحل أو التفكير بها على صعوبتها ، وهذا يقتضي عدم النظر الى الوراء واستعادة الماضي القريب إلا من أجل الاستفادة وأخذ الدروس والعبر ، ولا بد أيضا ً من توصيف الواقع بشكل صحيح ومنطقي بعيدا عن التعصب والتحيز.

كل الأحداث خلال السنوات السابقة تشير الى تشابك وتعقيد الوضع العسكري في سورية ، ويؤكد ذلك المحللون والعارفون بالشأن السوري إلا أن بعضهم يتحدث عن استحالة الحل السياسي السوري أيضا ، وخروج الأمر من أيدي السوريين ، وتحول النزاع السوري الى نزاع اقليمي ودولي تدخل به القاصي والداني ، وبالتالي سيستمر الصراع والاقتتال الى ما لا نهاية ، والنهاية التي يدركها الجميع في قرارة أنفسهم أيضا هي طاولة الحوار لكنهم لا يعرفون متى يحين وقتها ، وبعد أي ثمن تدفعه البلاد وأبناؤها ، وبأمر من سيكون ذلك القرار !!!

لقد كشفت السنوات الأربع الماضية حقائق كثيرة لم تكن لتظهر من قبل ، أهمها أن الفساد والاستبداد والتخوين والإلغاء والإقصاء والكذب والخداع والتجهيل والتفشيل والتربح والإثراء والقتل والإجرام ليس حكرا ًعلى طرف في سورية دون آخر ، وأن في كل طرف يتواجد من يمكن اعتباره منتفع و صاحب مصلحة ببقاء الوضع السوري الراهن على ما هو عليه.

كل يوم يمرعلى المواطن السوري ، وبلاده تعيش ما تعيش ، يغرق أكثر فأكثر في تفاصيل يوميات الحرب من قتل وإعاقة واعتقال واختطاف ونهب وسرقة وتدمير ونزوح وتشرد ولجوء وذل وفقدان لأبسط مقومات الحياة وانهيار الدولة أمام العيون يلح السؤال على كل سوري الى متى ؟

ويتساءل المواطن السوري البسيط هل يستحق أي شيء في الدنيا تدمير بلد مثل سورية؟ ، وألا تستحق سورية وشعبها خطوة شجاعة وجريئة من قبل محبيها والمخلصين لها من أبنائها تنقذها مما هي فيه؟ ألا يستحق الوطن سورية تضحية بمكتسبات وكرامات ومستقبل وطموح شخصي هنا وهناك؟ وهل صحيح أنه لم يبق للسوريين أي قدرة على الحل؟!

ظهر في سنوات الأزمة من يتحدث باسم الشعب السوري ويحتكر تمثيله والتعبير الأمثل عن طموحاته وآماله ، ويزاود الجميع في اظهار ولائهم وإخلاصهم للشعب والوطن ، لكنهم في الحقيقة بأفعالهم وممارساتهم لا يزيدون الوطن والشعب إلا اثخانا في الجراح وإطالة لأمد مأساته وكارثته التي قد تصل الى اخراجه من التاريخ والجغرافيا أيضا ً ، فيما معظمهم يسمعون عن هذه المعاناة عبر وسائل السماع!!!

يحلم نفس المواطن السوري المذكور بمبادرة صاعقة تستخدم أسلوب الصدمة ، تخرج عن المألوف ، غير تقليدية ، تكسر الحواجز المصطنعة ، لا تضع اعتبارا لأجهزة أو حكومات أو ارتباطات و التزامات تجارية وغير تجارية ، بعيدة عن الكلام الخطابي المنمق ، وبعيدة عن التنظير والأستذة ، لا تنتظر تعليمات ولا استشارات من غير سوريين ، مبادرة سورية خالصة لوجه الله والوطن والشعب المظلوم المنكوب.

في ذلك الحلم تمنى المواطن السوري ذاته أن تجتمع مئة شخصية سورية من المقيمين خارج سورية الآن ، وقلبهم عليها ، من مختلف الفعاليات السياسية والفكرية والثقافية والعلمية والمكونات المتنوعة للشعب السوري ، من الذين حفظ الناس أسماءهم ورددوها واتفقوا عليها بقدر ما اختلفوا عليها أيضا َ ، ليكسروا كل الحواجز ، وليعلنوا تشكيل وفد موحد لا أجندات له ولا خطة طريق ولا هدف له إلا إنهاء الكارثة السورية وإيقاف النزيف المتعدد الأشكال ، وبيد ممدودة للجميع دون استثناء ، وليرافقهم من يشاء من محبي الشعب السوري معلنين ركوب طائرة الى دمشق والإقامة في مبنى يختارونه في وسطها وبعدها فليقولوا ما يقولونه وليطرحوا ما يطرحونه وإذا رغبوا فليعتصموا في احدى ساحاتها حتى تبدأ عجلة الحل بالدوران ...

اغفروا للمواطن البسيط حلمه الذي خلط فيه بين الممكن والمستحيل ، ذلك لأن المواطن الحالم مع علمه بأن الحلم بعيد المنال وعصي على التحقق يؤمن وبما لا يدع مجالا للشك بأن الأحلام التي تجد قلوبا مخلصة وصادقة وإرادات قوية تستحيل حقيقة معاشة.


  • 3

   نشر في 06 مارس 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا