من سلسلة مشاركات......
يعيش فينا ونعيش فيه، يحتل زاوية عميقة منيرة مبهرة في دهاليز الذات التي تحتفظ في متحفها الاثري بذكريات الطفولة والكهولة وحتى تمني الرحيل على الارض الطاهرة. تلك الزاوية التي تروي قصة اليوم العاصف، وذاك العمود انار ذات ليلة مشهد السمر مع ابناء الحيي، اما النسيم اللاهب فحتى في عز الهواجر يطرق ابوابنا بثوب المدغدغ للمشاعر الداعي لإحصاء كل خطوة، و توثيق كل لحظة مرت عليك بالكنز الثمين، الذي لن تجد له بديلا لا غربا و لا شرقا ولا فوق القمر. فنور إطلالة اسمه يسطع على الاحزان فيدحض ما علق بها من اسى في عز الآلام راسما ابتسامة حب ووفاء وإن جارت عليك زلات أبناء الجلدة، مذكرة بعذوبة صوت المآذن و هي تشق عباب التاريخ، مذكرة بالأصل و الفصل وسبيل النجاة .
الوطن ليس قطعة ارض نعيش عليها و فقط .....
الوطن ليس قطعة قماش تنهمر دموعنا عند رفرفتها......
الوطن ليس فقط نشيدا يحرك المشاعر بقاع الذات......
الوطن قصة طويلة ضاربة في اعماق التاريخ، قصة ولاء لكيان سقي بالدم وافتدي بالروح فنبتت اللينة بجذورها الممتدة والمنبعثة من دهاليز الفؤاد، فسقتها التضحيات حتى اثمرت على ايقاع تقاليد الأجداد، فسقت الفقير وأطعمت الجائع و كست المحتاج وأظلت اجيالا وأجيال منادية انا الوطن فلا تخنه... انا الوطن فانجح في الدراسة لأجله.... انا الوطن حافظ على شموخه وإبائه بكرامة بذكرى دماء الشهداء ونصائح الاخيار الصالحين .رسالة كتبت بماء العيون بقمم مواطن الشرف بجوفك محدثة عن أحب المواطن للفؤاد و الجوارح صادحة برسالة خالدة تبث على كل أمواج البسيطة، يا هذا مالك بديل عنه، يا هذا صنه ولا تخنه ولا تقف مع عدو في وجهه، يا هذا انه السراج الذي ينير صغرك و هرمك فاقتصد من زيتك وتبرع به نافلة لينعم اهل الدار بالدفء والأمن والأمان...... يا هذا...... انا الوطن.
محمد بن سنوسي
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع