الوهم كان طائفتي ||
و إنني لمفارقه ~
نشر في 24 ديسمبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إنك الآن تتخذ من زواية غرفتك ملجئ لروحك الهائمة في سرداب الضياع , منقطعاً عن كل تلك الوسائل الحديثة التي لم تحظى بنصيبٍ من إسمها , مبتعداً عن كل ما يُشغل ذاتك مُنشغلاً بها , أنت تحاول أن تجد حلاً لكل تلك المشاكل التي حصلت معك مؤخراً , تُناظر ذاك الضوء الخافت بفكرك الماقت , و بعينين واسعتين كأنك تتحدى ضعف نوره وقوة بصرك , تحاول أن تثبت لنفسك أنك الأقوى و أنت تعلم بأن غريمك ليس بإمكانه خوض التحدي و الرسوخ لأمر عينيك ... !
تتنهد بعلو الصوت كأنك تنزع من الجسد روحه , يؤلمك التفكير كثيراً .. يزعجك فخ الوهم الذي تسقط فيه في كل مرة دون أن تتعلم من آثار جراحك الخفية و التي ما زالت متربصة لأي حدثٍ يُبديها !
تصرف بصرك جانباً و متوهماً مرة أخرى متأملاً النسيان تغلق عينيك عن كل تلك الحقائق المركونة على اللاشي أمامك .. حقيقة أن لا أحد كان ينادي بإسمك حينما إلتفت لتجيبه عندما كنت عائداً لمنزلك , حقيقة بأن من مسك بثوبك أو وضع يده على كتفك لم يكن سوى خيالٍ استدرجه عقلك ربما احتياجاً و لربما احتجاجاً , حقيقة بأن ذاك النبض الذي بقيت تفكر فيه مانحاً إياه جل وقتك و إهتمامك لم يكن ليفكر بك .. حقيقة بأن العمر يمضي و أنت لم تزل مكانك كأن قدماك إلتصقتا بذكرياتٍ ماضٍ هزيلٍ بائس !
تفتح عيناك منتفضاً .. ترتعش أطرافك رافضاُ .. إنك ما زلت لا تدري ماذا ستفعل حيال ما يحدث لك..
رغم أن كل الذي كان عليك فعله هو أن تُشعل نور اليقين و تترك تلك الزواية !
فالدمع لا يَنبت من انهماره الياسمين .. و الوَهم لا يسمن وَ لا يغني من جوع السنين .. !
ما كان حملاً ثقيلا يمكن أن يكون حلماً جميلا ... إن أردت لذاك الكون فيك أن يستنير .