حوار وفق معادلات فلسفية ( الجولة الخامسة )
( أبو يعرب المرزوقي) واقفاً :
أكرر وأقول: الفكر الفلسفي مجرد تفسير لا يواجه تحديّات الراهن و الواقع المعاش إلاّ بالعلم
أمّا الفكر الديني فهو تفسير يريد احتواء هذه التحديّات من خلال الأخلاق .
( حسن حنفي ) مقطِّباً حاجبيه :
بدوري أكرر وأقول: الفكر الفلسفي لا يعترف بالأحكام المسبّقة ، ولا ينطلق موضوعيّاً من المسلّمات فهو برهانيّ ُ
العقل المفتوح ، أما الفكر الديني فهو ذلك البناء الهرمي ، سقفه من غيبيات ، أعمدته من أوامر و مَنهيات ،
و أرضيته دلائل و يقينيات .
( سيمون دوبوفوار ) :
الفكر الديني لا يعدو أن يكون محاولة لتفسير الحقيقة المطلقة ، ولذلك هو مجرد غاية ، بينما الفكر الفلسفي
هو محاولة للبحث عن الحقيقة المعطَّلة ولذالك فهو مجرد وسيلة .
( جورج طرابيشي ) متفهّما :
الفكر الديني هو صَدىَ للمُعْطىَ ، أي هو مجرد تفسير لما هو مُفسّرْ ، أما الفكر الفلسفي فهو مَبْنىَ للمعنى ، أي
تفسير ما لا قد يُفسّرْ .
( لابنتنز الألماني ) حائراً :
أليس الدين مجرد قوالبَ جاهزة للتسليم بما قد يكون حقيقة ؟، بينما الفكر الفلسفي هو مجموعة مقالب
و استفسارات حيليّة للكشف عن تلك الحقيقة .
( أراكون ) مؤيداً :
ولذلك فالفكر الديني هو أخْذٌ بالتسليم و ردّ ٌ باليقين ، في حين أن الفكر الفلسفي هو أخْذ ٌ بالسؤال ، ولا ينتهي
إلا بطرح السؤال .
( أبو حامد الغزالي ) منبّهاً :
لا أبداً ، الفكر الديني هو نقلة نوعيّة في تفسير العقل أو الهبة و علاقتها بالواهب والموهوب له ، أمّا الفكر الفلسفي
فلا يعدو أن يكون تفسيراً ذاتيّاً في محاولة فهم عوارض تلك الهبة فقط .
بقلم : تاج نورالدين
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...