توقف عن التصوير
الى من يتاجرون بهموم الناس من اجل الشهرة ... انتَ تصور أنسان مثلك َ ولاتفضح إلا نفسك
نشر في 25 يونيو 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
توقف عن التصوير!
لن اسمح لكَ أن تتسوّلَ بصوري ، وتجعلَ من معاناتي علامةً تجارية لمؤسساتِكَ التي رفعت شعار الإنسانيةَ وتركت الإنسانَ مُجردًا .. حتى من شعورِه.
وفتحت بأسماء المشردين من أمثالي حسابات مصرفية ، تستفيد من فوائدها الدول الاستعمارية لتطوير قنابلها العنقودية لتحرص ان لا تبقي ناجين مثلنا في الحروب الدموية القادمة .
فنحن أصبحنا شهود على جريمة ، ذنبنا الوحيد أننا لم نمت فيها .
كنت اندب الحظ في أول الأمر لأنني ولدت في هذا البلد ، وكل شي سار عكس ما أرغب ، حتى اسميَ العربيّ (عز الدين) كان عائقاً أمام ظهوري على شاشةٍ فضائيةٍ التي خصصت جزء من وقتها لمعاناتنا في نشرتها المسائية ، في وقت تكون فيه البطون قد اتخمت لكي لا يفقد المشاهد شهيته ، بعد ان أبعدني المراسلُ عن اللقاء ، بقي السؤال يراودني ، لماذا أنا الوحيد بالذات الذي طلب مني المغادرة مع أني أكثر الحاضرين فصاحة !
وكادت الحيرة تقتلني لولا مرور شيخ كبير بالقربِ مني ، قصصت عليه حكايتي فأبتسم وطمأنني وقال التمس لهم العذر يا ولدي ، فماذا تريدهم أن يقولوا في نشراتهم (عـزُ الدين يعاني...! ) اسمكَ وحدهُ خبرٌ مؤلم .
اكتشفت أن حياتي في هذهِ الحال أعطتني دروس مبكرة ، قـد لا أجدها حتى لو وصلت الجامعة .
قررتُ بعدها أن أواجه الحياة ، فتعلمتُ كيف أبتسمُ رغمَ الألم ، واقف في طابور طويل لأحصل على رغيف خبز لعائلتي وعلبة حليب لأخي الصغير .
تعلمت التحدي حين فشل الصقيع أن يقتلني ويطفئ شعلة الأمل التي أتدفئ بها في صدري .
اذهب ألان أيها المصوّر البائس ، فمعاناتي ليست للفرجة ولا أرغب أن يعجب بها احد وهو جالس في نعيم وآمان لا يحرك ساكناً ، ظاناً أن الله لن يسأله عن حالي .
خذا كامرتك وامض محتفظاً بكرامتك ، وبعضً من غيرتك ، فأنت بصوري لا تفضح إلا نفسك .
-
امين الحطابهم أمة في ... كلمة